Tabrid dalam Warisan Ilmiah Arab
التبريد في التراث العلمي العربي
Genre-genre
21
وقد تناول المفيدروس حالة الجمود أو التجمد الذي يعرض لحالة المادة، فيكون إما بسبب تحول المادة الرطبة إلى جليد أو بسبب تأثير كيفية الرطوبة التي توجد في المواد. وقد يكون هذا التجمد ناجما عن اختلاف نسب الكيفيات الأخرى في المواد، كأن تزداد نسبة الحرارة مع اليبوسة أو تزداد نسبة البرودة لوحدها أو اليبوسة لوحدها.
قال المفيدروس: «أما أسباب الجمود التي من جهة المادة فاثنان؛ وذلك أن الجمود يظهر بعرض؛ إما للأشياء الرطبة بمنزلة الماء إذا صار جليدا، وإما بمنزلة الأشياء التي فيها رطوبة بمنزلة المعدنيات. وأما الأسباب فثلاثة؛ أحدها الحرارة مع اليبوسة، والثاني البرودة وحدها مفردة، والثالث اليبوسة وحدها مفردة.»
22
ثم يشرحه من خلال مثال الفخار: «إن جمود الفخار في ابتداء الأمر بالبرودة ثم يجمد بآخره بالحرارة؛ ولهذه العلة لا يتحلل؛ وذلك لسببين؛ أحدهما أن جموده منه لما كان من كيفيتين متضادتين قويتين لا يمكن فيه أن ينحل ولا واحدة منهما ... والسبب الثاني أن جمود الفخار ليس عن البرودة والحرارة معا فقط، لكن بسبب تبخر الرطوبة وانفشاشها عنه أيضا؛ ولهذه العلة نجد المنافذ التي تنجذب فيها هذه الرطوبة لطافا رقاقا لا يمكن أن ينفذ فيها لغلظه؛ ولذلك لا ينحل به الفخار.»
23
المبحث الثاني: العلماء العرب والمسلمون
حفل المعجم العربي بمختلف أنواع الألفاظ التي تصف البرد والبرودة التي تعرض لها العربي في مختلف البيئات التي عاشها؛ فقد جاء في أول معجم عربي (كتاب العين) للفراهيدي (توفي 170ه/786م): «برد يبرد برودة، وبردت الخبز بالماء: صببته عليه فبللته، واسم ذلك الخبز المبلول البريد والمبرود، تطعمه النساء للسمنة، وتقول: اسقني شربة أبرد بها كبدي. وبرد القر وأبردوا: صاروا في وقت القر آخر النهار. وبردت الماء تبريدا. وبرد عليه حق كذا وكذا درهما؛ أي لزمه ذلك. والبرود: كحل تبرد به العين من الحر.»
24
وعند أبي هلال العسكري (توفي 395ه/1005م): «البرد والقر سواء. والقر البارد. والسبرة شدة البرد . غداة سبرة: شديدة البرد. وفي الحديث: إسباغ الوضوء في السبرات. وشيبان وملحان شهرا قماح، وهما اللذان يقال لهما كانون وكانون. وسميا بذلك لبياض فيهما من الصقيع. وسميا شهرا قماح لأن الإبل إذا وضعت رءوسها فيهما للشرب آذاها برد الماء فقمحت؛ أي رفعت رءوسها. ومنه قوله تعالى:
Halaman tidak diketahui