Tabaqat Sulaha' al-Yaman
طبقات صلحاء اليمن
Penyiasat
عبد الله محمد الحبشي
Penerbit
مكتبة الارشاد
Lokasi Penerbit
صنعاء
وَهُوَ يَقُول يَا مولَايَ أَحْمد فَقَالَ الْفَقِيه صفي الدّين فَدخل ذَلِك الصَّوْت بمسامعي وأعضائي ولزمني شبه الرعدة وَقلت هَذَا صَوت المقرىء لَا شكّ فِيهِ وَأَظنهُ جَاءَ من تعز وَقَامَ الْفَقِيه من سَاعَته فَنظر عِنْد بَابه وحوالي بَيته فَلم ير أحدا فَرجع إِلَى بَيته فَلَمَّا اسْتَقر مَكَانَهُ سمع صَوت المقرىء كالصوت الأول فَقَالَ الْفَقِيه لأولاده وَمن حَضَره هَذَا صَوت المقرىء وَقد سمعته مرَّتَيْنِ قومُوا بِنَا حَتَّى ننظره فاجتهدوا فِي الْبَحْث وَالسُّؤَال عَن المقرىء فَلم يروه فَرجع الْفَقِيه إِلَى بَيته فَسمع صَوت المقرىء مرّة ثَالِثَة فأنعم النّظر فِي الْبَحْث عَنهُ وَلم يجده فأرخ ذَلِك وَكتب بِهِ إِلَى المقرىء فَرجع الْجَواب مِنْهُ يذكر فِيهِ أَنِّي لَا أَزَال أذكرك وأدعو لَك وَإِنِّي طالعت فِي الْكتاب الَّذِي حصلت لي فَوجدت فِيهِ ثَلَاثَة أَمَاكِن تحْتَاج إِلَى إصْلَاح كَانَ ذَلِك مني فِي سَاعَة وَاحِدَة فصدر مني مَا سَمِعت
وَكَانَ الْفَقِيه رَضِي الدّين كثير الإخوان والإصدقاء من الأخيار يوصيهم بِالدُّعَاءِ على ظهر الْغَيْب فَأخْبر بَعضهم أَنه رأى النَّبِي ﷺ فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي يَا رَسُول الله إِن لي صاحبا أَو قَالَ صديقا وَقد أَوْصَانِي إِلَيْك بِالسَّلَامِ وَهُوَ من حَملَة الْعلم الشريف وَحسن الطَّرِيقَة يحب الله ويحبك يَا رَسُول الله فَقَالَ رَسُول الله ﷺ أهوَ أَحْمد بن أبي بكر فَقلت نعم فَقَالَ رَسُول الله ﷺ أقرأه عني السَّلَام وَأَنا رَاض عَلَيْهِ وَالله رَاض عَنهُ لرضا أَبَوَيْهِ عَنهُ وبره بهما وَحسن ظَنِّي بِمن ذَكرنِي عِنْده
وَرَأى هُوَ النَّبِي ﷺ وَأَنه يطرد الذُّبَاب عَنهُ ﷺ وَسَأَلَهُ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أهوَ مَنْسُوب إِلَى خدرة فَقَالَ لَهُ نعم قَالَ وَرَأى فِي لحيته ﷺ شيبا كثيرا وَرَأى أَنفه ﷺ طَويلا كُله فِيمَا نقلته بِخَطِّهِ مُخْتَصرا
وللفقيه صفي الدّين فَضَائِل ومبشرات وكرامات ذكرت بَعْضهَا فِي الأَصْل مِمَّا
1 / 98