الطبقة السادسة
٢٠ - النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ
هو النضر بن شُمَيْل بن خَرَشة بن يزيد بن كلثوم بن عبْدةَ بن زُهَيْر السِّكِّيت الشاعر بن عروة بن حليمةَ بن حُجْر بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم المازني التميمي. من أهل مَرْو.
قال أبو عليٍّ: ذكر أبو عبيدة في مثالب أهل البصرة قال: ضاقت المعيشةُ بالنضر بن شميل، فخرج يريد خُرَاسان، فشيَّعه من أهل البصرة نحوُ ثلاثة آلاف رجل، ما فيهم إلا محدِّث، أو لغوي، أو نحوي، أو عروضي، أو أخباري. فلما صار بالمِرْبد جلس، فقال: يا أهل البصرة، تَعِزُّ عليَّ مفارقتُكم، والله لو وجدتُ كلَّ يومٍ كِيلَجَةً من باقلَّا ما فارقتكم. قال: فلم يكن فيهم أحد يتكفل له بذلك، حتى وصل إلى خراسان، فأفاد أموالًا عظيمة.
قال أبو علي: وطلب المأمون يومًا -وهو بمرو- رجلا من أهل الأدب يسامره، فخرج الحاجب يسأل عن رجل يصلح لمجالسة المأمون ومسامرته، فقيل له: هاهنا النضر بن شميل، فبعث فيه، فأدخله على المأمون فسامره، فقال المأمون في بعض كلامه: "سَدادٌ مِن عَوَز" بفتح السين، فأنكره النضر ولم يغيِّر عليه، ثم حدثه بأحاديث كثيرة، حتى ذكر هُشَيمًا، فقال: قال هُشَيمٌ -وكان لحَّانًا-: "سَدادٌ مِن عَوَز". فقال له المأمون: يا نضر، وكيف تقول؟ قال: "سِدادٌ مِن عَوَز" بكسر السين، فأمر له بخمسين ألف درهم.
1 / 55