87

وروي انه حضر مجلس ابي احمد المنجم والمتكلمون مجتمعون فعظموه غاية الاعظام ولم «7» يبق احد الا قام له ودخل يهودي فتكلم معه بعضهم في نسخ الشرائع «8» وبلغوا موضعا حكموا أبا القاسم فيه فقال لليهودي: ان الكلام عليك، فقال اليهودي: وما يدريك ما هذا؟ فقال ابو القاسم: أتعلم ببغداذ مجلسا اجل من هذا؟ قال: لا، قال: أفتعلم احدا من المتكلمين لم يحضره؟

قال: لا، قال: أفرأيت «1» احدا لم يعظمني؟ قال: لا، قال: أفتراهم فعلوا هذا وانا فارغ «2»؟

قلت «3»: ومن محاسن «4» مناظراته «5» ما حكاه عن نفسه في كتابه المعروف بمقالات ابي القاسم وذلك انه «6» وصل إليه رجل من السوفسطائية راكبا على بغل فدخل عليه فجعل ينكر الضروريات ويلحقها بالخيالات، فلما لم «7» يتمكن من «16» حجة تقطعه قام من المجلس موهما انه قام في بعض حوائجه فاخذ البغل وذهب به الى مكان آخر ثم رجع لتمام الحديث، فلما نهض السوفسطائي للذهاب ولم يكن قد انقطع بحجة عنده «8» طلب البغل حيث تركه فلم يجده، فرجع الى ابي القاسم وقال: اني لم اجد البغل، فقال ابو القاسم: لعلك تركته في غير هذا «9» الموضع الذي طلبته «10» فيه وخيل «11» لك انك وضعته فيه بل «12» لعلك لم تأت راكبا على بغل وانما خيل أليك تخييلا، وجاءه بانواع من هذا الكلام، فاظن «13» انه ذكر ان ذلك كان سببا في رجوع السوفسطائي عن مذهبه وتوبته عنه

Halaman 89