Tabaqat Muctazila
طبقات المعتزلة
Genre-genre
ومن هذه الطبقة ابو الحسين الخياط عبد الرحيم بن محمد بن عثمان استاذ «14» ابي القاسم البلخي عبد الله بن احمد «13»، وكان ابو علي يفضل البلخي على استاذه ابي الحسين، قال القاضي: كان الخياط عالما فاضلا من اصحاب جعفر، وله كتب كثيرة في النقوض على ابن الراوندي، وكان فقيها صاحب حديث واسع الحفظ لمذاهب المتكلمين قيل: سأل ابو العباس الحلبي أبا الحسين الخياط فقال: اخبرني عن ابليس هل اراد ان يكفر فرعون؟ قال «1»: نعم، قال الحلبي: فقد «2» غلب ابليس إرادة الله، قال «3» ابو الحسين: هذا لا يجب فإن الله تعالى قال: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا (2 البقرة: 267) وهذا لا يوجب ان يكون امر ابليس غلب امر الله فكذلك الإرادة، وذلك لان الله تعالى لو اراد ان يؤمن فرعون كرها لآمن
وسئل عن قوله تعالى: وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت (5 المائدة: 60)، فقيل له: قد اخبر «5» انه جعل منهم عبد «6» الطاغوت «4»، فقال:
معناه: حكم بأنهم عبدوا الطاغوت وسماهم بذلك «7»، قلت: وسؤال السائل انما يستقيم على قراءة من قرأ: وعبد الطاغوت بضم الباء في عبد وهو جمع عابد لا على قراءة «8» من قرأ بالفتح لانه إخبار عن ماض وليس داخلا في المجعول
وسئل عن افضل الصحابة فقال: امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام لأن الخصال التي فضل الناس بها متفرقة في الناس وهي مجتمعة فيه، وعد الفضائل، فقيل: فما منع الناس من العقد له بالامامة؟ فقال: هذا باب لا علم لي به الا بما فعل الناس وتسليمه الامر على «9» ما أمضاه عليه الصحابة لاني لما وجدت الناس قد عملوا ولم اره انكر ذلك ولا خالف علمت صحة ما فعلوا
Halaman 86