Tabaqat Muctazila
طبقات المعتزلة
Genre-genre
الطبقة الحادية عشرة
هم ابو الحسن قاضي القضاة عبد الجبار بن احمد بن عبد الجبار الهمداني، كان في ابتداء حاله يذهب في الاصول مذهب الاشعرية وفي الفروع مذهب الشافعي فلما حضر مجلس العلماء ونظر وناظر عرف «1» الحق فانقاد «2» له وانتقل الى ابي اسحاق بن عياش فقرأ عليه مدة ثم رحل الى بغداذ وقام عند الشيخ ابي عبد الله مدة مديدة حتى فاق الاقران وخرج فريد دهره، قال الحاكم: وليس «3» تحضرني عبارة تحيط بقدر محله في العلم والفضل فانه الذي فتق علم الكلام ونشر بروده «4» ووضع فيه الكتب الجليلة التي بلغت المشرق والمغرب «5» وضمنها من دقيق الكلام وجليله ما لم يتفق لاحد مثله، وطال عمره مواظبا على التدريس والاملاء حتى طبق الارض بكتبه واصحابه وبعد صوته «6» وعظم قدره، وإليه انتهت الرئاسة في المعتزلة حتى صار شيخها وعالمها غير مدافع وصار الاعتماد على كتبه ومسائله نسخت كتب من تقدمه من المشايخ وشهرة حاله تغني عن عن الاطناب في الوصف، واستدعاه الصاحب الى الري بعد سنة ستين وثلاث مائة فبقي فيها مواظبا على التدريس الى ان توفي رحمه الله تعالى سنة خمس عشرة او ست عشرة واربع مائة
وكان الصاحب يقول فيه: افضل أهل الارض، ومرة يقول: هو اعلم أهل الارض، وأراد ان يقرأ فقه ابي حنيفة على ابي عبد الله فقال له: هذا علم كل مجتهد فيه مصيب وانا في الحنفية فكن انت في اصحاب الشافعي!
Halaman 112