172

Tabaqat Para Syeikh di Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Genre-genre

إنما أريد أن أسألك عما يحتاج إليه الناس وقال قدم أبرهة بن عطية من الجزيرة إلى البصرة، فنزل في جوار الربيع (( بالحرسة)) فدخل عليه وسلم، فقال: يا أبا عمرو رجل من إخوانك، فقال: من أي بلاد أنت؟ قال من أهل الشام، فلم يفتش الربيع، قال: وكان يختلف إليه ويسأله عن الفقه ولا يحرك شيئا من أمر القدر، فلبث بذلك أياما حتى دخل على الربيع بعض المسافرين، وقال له الربيع: سلم على أخينا هذا فسلم عليه، ثم قال: ممن أنت يا فتى؟ قال: من أهل الشام قال: ما بالشام أحد من أهل هذه الدعوة، فمن أي الشام أنت؟ قال: من أهل الجزيرة، قال: لعلك ابن عطية، قال: نعم، قال: يا أبا عمرو هذا ابن عطية الذي أهلك أهل نجران هو وأبوه من قبله ، فلا يدخلن عليك ولا تنعمه علينا قال: فقال له الربيع: أسرعت على الرجل قال: فقال ابن عطية: يا أبا عمرو ما سألتك قط عن أمر تنكره إنما أريد أن أسألك عما يحتاج إليه الناس من الفقه من الحلال والحرام، قال: فخرج الرجل وأتى " وائل" والمعتمر، وعبد الملك، وجماعة من أصحابنا فأعلمهم بحال الرجل، قال: فمشوا إلى الربيع مغضبين، فدخلوا عليه فقالوا: أنزلت ابن عطية وقربته، قال: فقال لهم: لا يجمل بمثلي أن أرد من يأتيني مع أن الرجل لم يسألني عن شيء أكرهه، ولم أكن علمت به، قالوا: فلا يدخل عليك ولا تفته في مسألة واحدة، قال: فلما غلبوا عليه حمل نفسه على رده، قال أبو سفيان: فأتاه أبرهة كما كان يأتيه فلم يأذن له، قال: فبكى وقال: ما كنت أظن أن الربيع في فضله وورعه وحاله يرد مثلي، وإنما أسأله عما ينتفع به الناس من أمر دينهم، قال فارتحل من " الحرسة" إلى داخل البصرة.

Halaman 69