============================================================
ناهيا عن المنكر، متنزها عن الأخذ من أيدي الناس، لا يأكل إلا مما يزدرعه، وكان عارفا بالله تعالى، عالما بطريقة السلوك وتربية المريدين، وانتفع به جمع كثير وكان بينه وبين الشيخ عبدالله بن المعترض أخوة ومحبة أكيدة.
ويروى عن الشيخ عبدالله المذكور أنه قال: كنت سائرا في قافلة، فحصل علينا خوف، فاستغثت بالشريف أحمد، يعني المذكور فرأيته قدامي، ثم نظرت عن يميني فرأيته، ثم عن شمالي فرأيته، وسلمنا الله ببركاته.
ويروى أنه كان متزوجا ببنت الشيخ أحمد الشريف المساوي، الأتي ذكره إن شاء الله تعالى، فحصل بينهما بعض خصام، فأرسلت إلى أبيها فجاءها، وأراد أن ينقلها إلى بلده، ولم يكن الشريف أحمد الرديني حاضرا حينئذ فلما ركبت المحمل عجز الجمل عن القيام ولم يقدروا أن يقيموه حتى نزلت عنه، فلما رأى أبوها ذلك عرف آنه حال الشريف أحمد نفع الله به، فذهب إليه وهو معتكف في موضعه واعتذر منه، ولم يتعرضوا له بعد ذلك بشيء. وكراماته كثيرة، وكانت له شهرة عظيمة ورزق القبول التام، وابتنى زاوية منفردة سماها بالرغد، بفتح الراء والغين المعجمة ثم دال مهملة، وذلك بجهة الوادي مور، فصارت قرية مباركة محترمة يأمن بها الخائف، ويلتجىء إليها الملهوف، وكانت وفاته وهو قافل من الحج مستهل المحرم الحرام من سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ودفن بساحل البحر من ناحية حلى بقرية يقال لها عازب، وقبره هنالك مشهور مقصود للزيارة والتبرك، وعليه مشهد عظيم وخلفه في زاويته أولاده وهم على طريقة مرضية من إطعام الطعام وإكرام الوافدين، ولهم جاه واحترام نفع الله بهم أجمعين ابو العباس أحمد بن محمد بن أبي يكر اليماني من أهل حران بفتح الحاء المهملة وتقديم الراء على الزاي بينهما ألف، وهو موضع متسسع شرقي الوادي سهام، خرج منه جماعة من العلماء والأولياء، وسيأتي ذكر من تحقق حاله منهم إن شاء الله تعالى، كان المذكور فقيها عالما صالحا ورعا زاهدا جوادا
Halaman 85