============================================================
وكان والدهما المعلم حسين فقيها خيرا صالحا، يقال انه كان يصحب الخضر عليه السلام، وكان كثير التعليم للقران الكريم حتى عرف بالمعلم، وبنو البجلي هؤلاء من بجيلة عبس ين عك بن عدنان، وقد تقدم ذكر الفقيه علي بن إبراهيم منهم، وسيأتي ذكر من تحقق حاله منهم إن شاء الله تعالى نفع الله بهم أجمعين.
و عبداله محمد بن عمر بن آحمد بن حشيى بضم الحاء المهملة وفتح الشين المعجمة وسكون المثناة من تحت وكسر الباء الموحدة قبل الراء، كان المذكور نفع الله به، فقيها عالما عاملا عارفا كاملا، وكان له مع ذلك كرامات مشهورة، وإشارات مذكورة.
كان في بدايته يختلي في موضع يقال له محرمل، بضم الميم وفتح الحاء المهملة وسكون الراء وكسر الميم الثانية وآخره لام، وذلك في أسفل الوادي سردد، وهو موضع مشهور بالفضل والبركة يقصده العباد، ويعتكفون فيه، ويفتح لهم فيه ويخبرون أنهم يرون فيه رجال الغيب والملائكة، فأقام هنالك الفقيه محمد خمسة وثلاثين يوما، ثم دخل عليه رجل فسلم عليه وأحرم بركعتين وقعد مستقبلا القبلة، فحضرت صلاة الظهر فصلى ولم يتوضأ ثم صلى العصر كذلك، ثم المغرب، ثم العشاء ثم الصبح من اليوم الثاني، ولم يزل كذلك اليوم الثاني، واليوم الثالث، يصلي ولم يحدث وضوءا، قال: فقلت في نفسي: هذا الرجل قد اعطي هذه الحال، وأنت مقيم في هذا الموضع مدة ما فتح عليك بشيء ثم عزمت في نفسي على الخروج من الموضع فالتفت إلي وقال لي يقرع أحدكم الباب مدة حتى يوشك أن يفتح له، ثم يعزم على الخروج، قال: فقوي عزمي على الوقوف، فماتم لي أربعون يوما إلا وكلي عين ناظرة .
ويحكى عنه أنه ذهب به والده إلى الشيخ أبي الغيث بن جميل يلتمس منه الدعاء والبركة، وهو إذ ذاك صبي، فكشف له أن للشيخ أبي الغيث عينين يبصر هما من ورائه، قأعلم والده بذلك، ووالده أعلم الشيخ، فقال الشيخ : والله يا
Halaman 270