142

============================================================

ويروى آنه يوم ولد رأى بعض أصحاب والده عمودا من نور متصلا من السماء إلى بيت الفقيه سالم، فدنا من البيت لينظر ما السبب فسمع قائلا يقول: يهنيكم الولد المبارك. ذكر الإمام اليافعي في تاريخه هذا الولد وأثنى عليه ثناء مرضيا، وكانت وفاة الفقيه سالم سنة ثلاثين وستمائة، وقبره عند مسجد الرباط متهور يزار ويتبرك به، ولم تزل إمامة المسجد المذكور إليه وإلى ذريته برهة من الدهر، وهو مسجد مشهور الفضل يقال: انه أول مسجد بني في الإسلام في تلك الناحية على ساحل البحر على قرب من الكثيب الأبيض المشهور هنالك أيضا بالبركة، وقد تقدم ذكره في ترجمة الشيخ أحمد بن أبي الجعد، وكانت وفاة ولده الفقيه محمد على رأس السبعمائة بنخل الوادي زبيد، وكان وصل لحاجة فتوفي هنالك ونقل إلى مقبرة مدينة زبيد ودفن عند المشايخ بني مرزوق الآتي ذكر جاعة منهم إن شاء الله تعالى، رحمه الله تعالى ونفع يه وبهم آجمعين ايو محد سبأ بن سليمان كسان فقيها عارفا مجودا غلبت عليه العبادة والنسك والورع، حتى صار صاحب كرامات ومكاشفات.

يحكى أنه بات ليلة هو والفقيه ابراهيم المازني عند قضاة عرشان فأكرموهما وضيفوهما، فلما كان الصبح ، أراد الفقيه إبراهيم آن يصير إلى وقت الغداء، فكره الفقيه سبأ ذلك وأزعجه على المسير وهم بمفارقته، فساعده الفقيه ابراهيم، فلما ساروا مروا قريبا من حصن الظفير، فخرج إليهم صاحبه الشيخ عبد الوهاب فتلقاهم وأدخلهم داره وأتاهم بشيء من الطعام، فكره الفقيه سبأ أن يأكل، فلازمه الشيخ على ذلك، فلم يفعل فلما كان الليل وقد ناموا ساعة كبيرة، إذا بالشيخ عبد الوهاب قد جاءهم بطعام، إذ كان من عادته أن يفتقد الضيف بعد هجعة، فأكل منه الفقيه سبأ أكلا جيدا فقال له الفقيه ابراهيم: يا للعجب كيف امتنعت من الغداء مع القضاة ثم من الأكل مع هذا الرجل أول

Halaman 142