============================================================
ومن كراماته بعد موته نفع الله به، ما حكاه القاضي فخرالدين النويري المكي قال: رأيت الشيخ اسماعيل الجبرتي في المنام بعد وفاته، وأنا نائم في المسجد الحرام وهو يقول لي: والله مامت وإني لحي أرزق، وإني عند ربي مع النبيين والصديقين والشهداء.
ومن ذلك ما حكاه بعض الأخيار قال: رأيت الشيخ في قبره على سرير وعنده جماعة وهم يقرآون سورة يس، فقلت له: يا سيدي آنت في القبر كما كنت في الدنيا أنت وأصحابك تقرأون سورة يس، فقال نعم: أنا على ذلك.
ورأى بعض الناس الشيخ عبداللطيف العراقي صاحب عدن في المنام وهو يقول له: تحب أن ترى القطب؟ قال: فقلت: تعم يا سيدي فقال: هو هذا، واذا بالشيخ اسماعيل نفع الله به.
وكان الفقيه عبدالرحمن بن زكريا الآتي ذكره يعرف بنقاد الأولياء، وكان يقول: والله ما مثل الشيخ اسماعيل لا في الشام ولا في اليمن ولا في العراق ولا في الحرمين، واجتمع الشيخ يوما بالفقيه أبي بكر بن أبي حربة، فحصل على الفقيه حال حتى غاب عن حسه، فلما أفاق قال: والله يا اسماعيل ما عرفك إلا الله والله ما أنت إلا حصل لك ما لم يحصل لأحد مثلك: ومن كلام الشيخ نفع الله به في الحقائق قوله: السالك هو الذي يحب طهارة نفسه وتزكيتها والتخلق بأخلاق الله تعالى، وقال: كن طالب الاستقامة لا طالب الكرامة.
وقال: الواردات ثمرات الأوراد، وقال: الارادة ترك ما عليه العادة، وقال: سبحان من سكن قلوب العارفين بوجود المفقود ان الله تعالى يغار على قلوبهم أن تشتغل بغيره، وقال أهل السكون: لو سقطت السماء على الأرض ما اهتزوا لذلك.
وقال: نفع الله به أجمع علماء أهل الطريقة، على ان العافية أن يتولاك الله
Halaman 104