اليوم مات سيد المسلمين، وقال قوم: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين. وروي عنه أنه قال، قال رسول الله ﷺ (١) " أي آية معك في كتاب الله أعظم ". قلت: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " البقرة: ٢٢٥ قال: فضرب في صدري وقال ليهنك العلم، فوالذي نفسي بيده أن لها للسانًا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش. وتحاكم إليه عمر والعباس ﵁ عنهما في دار كانت للعباس إلى جانب المسجد فقضى للعباس على عمر؛ ولا تولى القضاء إلا عالم. وقال مسروق: شاممت (٢) أصحاب رسول الله ﷺ فوجدت علمهم انتهى إلى هؤلاء الستة: عمر وعلي وعبد الله وأبيّ وأبي الدرداء وزيد بن ثابت ﵃.
ومنهم أبو عبد الرحمن
معاذ بن جبل
بن عمرو بن أوس الخزرجي: مات بناحية الأردن (٣) . قال الواقدي: مات سنة تسع عشرة أو ثمان عشرة وهو ابن أربع وثلاثين سنة. وكان ممن بعثه رسول الله ﷺ إلى اليمن فقال (٤): بم تقضي؟ قال: بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: اجتهد رأيي، قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضاه رسول الله ﷺ؛ ولا يبعث للقضاء إلا عالمًا، لأنه لما سأله بين طرق الأحكام وأجاد وأحسن وأخبر أنه يجتهد رأيه، فأقره النبي ﷺ وحمد الله تعالى عليه. وروى عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ﷺ أن معاذ بن
_________
(١) انظر تفسير القرطبي ٣: ٢٦٨.
(٢) شاممت الرجل: اذا قاربته ودنوت منه.
(٣) في ع: أردن، والأعراف بألف ولام؛ وكانت وفاة معاذ في طاعون عمواس.
(٤) انظر الاستيعاب: ١٤٠٣ وما بعدها.
1 / 45