198

Tabaqat al-Fuqaha' al-Shafi'iyyah

طبقات الفقهاء الشافعية

Penyiasat

محيي الدين علي نجيب

Penerbit

دار البشائر الإسلامية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٩٩٢م

Lokasi Penerbit

بيروت

والوزير يلبسان الْحَرِير، فَقَالَ الشَّامي: وَلَو شَهدا عِنْدِي على باقة بقل مَا قبلت شَهَادَتهمَا. والمشطب هَذَا حَنَفِيّ من فحول المناظرين، ذُو جاه وَمَال، كَانَ يكون فِي عَسْكَر ملكشاه.
وَذكر السَّمْعَانِيّ عَمَّن حَدثهُ؛ أَن حَادِثَة وَقعت للسُّلْطَان ملكشاه، فَحمل قَاضِي الْقُضَاة الشَّامي إِلَى دَار السُّلْطَان ليقضي فِي تِلْكَ الْحَادِثَة، فجَاء المشطب الفرغاني الإِمَام وَشهد للسُّلْطَان بَين يَدَيْهِ، فَقَالَ الشَّامي على رُؤُوس الْخَلَائق: لَا أقبل شَهَادَته، قَالُوا: لم؟ قَالَ: لِأَنَّهُ فَاسق، وَكَانَ على المشطب ثوب حَرِير، فَخَجِلَ المشطب من ذَلِك، ورد الشَّامي إِلَى دَاره.
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سَمِعت أَبَا الْحسن عَليّ بن مَعْصُوم بن أبي ذَر الْفَقِيه المغربي يَقُول: دخل المشطب لشهاد ة على قَاضِي الْقُضَاة الشَّامي، فَرَأى الشَّامي فِي أُصْبُعه خَاتمًا من ذهب، فَلَمَّا شهد رد شَهَادَته، فَلَمَّا خرج المشطب قَالَ: لَا أَدْرِي لأية عِلّة رد شهادتي، فَبلغ هَذَا القَوْل الشَّامي، فَقَالَ: قُولُوا لَهُ: كنت أَظن أَنَّك عَالم فَاسق، فَالْآن أَنْت جَاهِل فَاسق، أما تعرف أَنَّك تفسق بِاسْتِعْمَال الذَّهَب؟ !

1 / 270