خارطة وحياة
قفص الشعاع
حين استجبت النفير
وثبة نحو الضياء
في أول مارس ولد الذي بعث الأمة
أريد أن أنشق فوح دمي ...!
حين تروكب العدالة
هذا مذهبي
نحن نخاف التاريخ يا سمو الأمير
السيد فهد المارك
Halaman tidak diketahui
رفة جناح
ما لك وللأحزاب؟
زحزح الصخر
نقاط السطور
اكتشاف ...!
در المعرفة وبلوطها!
مدرستان ...!
برسم الأجانب
ثورة في التفكير ...!
الجندي قائد
Halaman tidak diketahui
إخبارية ...؟
رفات تنتقل
هذا النادي
الجاهل الثاني ...!
هذه دغدغة ...!
نكتة مستمرة
البوابة ...!
صقيع يحرق ...!
لو أني صاحب الجلالة!
الفرق ...!
Halaman tidak diketahui
عجين البغضاء
العيش والحياة
انهيار وترميم
طريق ضهر البيدر وطريق مرجعيون
تبلغوا وبلغوا
لو أننا نؤمن بالاغتيال لتدحرجت رءوس كثيرة
حكاية دخولي الحزب السوري القومي الاجتماعي
جورج عبد المسيح هو الذي منع الاغتيالات
اليد التي توقع الصلح مع إسرائيل ... تقطع من العنق
أمام الحزب سبع سنوات لينتصر أو يتلاشى
Halaman tidak diketahui
مواطن الضعف في الحزب القومي
علاقة الرئيس شمعون بالحزب القومي
الجزيرة الغرقى
خارطة وحياة
قفص الشعاع
حين استجبت النفير
وثبة نحو الضياء
في أول مارس ولد الذي بعث الأمة
أريد أن أنشق فوح دمي ...!
حين تروكب العدالة
Halaman tidak diketahui
هذا مذهبي
نحن نخاف التاريخ يا سمو الأمير
السيد فهد المارك
رفة جناح
ما لك وللأحزاب؟
زحزح الصخر
نقاط السطور
اكتشاف ...!
در المعرفة وبلوطها!
مدرستان ...!
Halaman tidak diketahui
برسم الأجانب
ثورة في التفكير ...!
الجندي قائد
إخبارية ...؟
رفات تنتقل
هذا النادي
الجاهل الثاني ...!
هذه دغدغة ...!
نكتة مستمرة
البوابة ...!
Halaman tidak diketahui
صقيع يحرق ...!
لو أني صاحب الجلالة!
الفرق ...!
عجين البغضاء
العيش والحياة
انهيار وترميم
طريق ضهر البيدر وطريق مرجعيون
تبلغوا وبلغوا
لو أننا نؤمن بالاغتيال لتدحرجت رءوس كثيرة
حكاية دخولي الحزب السوري القومي الاجتماعي
Halaman tidak diketahui
جورج عبد المسيح هو الذي منع الاغتيالات
اليد التي توقع الصلح مع إسرائيل ... تقطع من العنق
أمام الحزب سبع سنوات لينتصر أو يتلاشى
مواطن الضعف في الحزب القومي
علاقة الرئيس شمعون بالحزب القومي
الجزيرة الغرقى
تبلغوا وبلغوا
تبلغوا وبلغوا
تأليف
سعيد تقي الدين
Halaman tidak diketahui
إذا لم أكن في بلادي منارا
ودفقة دم وانتصارا
فماذا أكون؟
إذا لم أكن دربها الصاعده
وشعلتها الخالده
وموعدها وهي لا تشعر
ووثبتها وهي لا تشعر
فماذا أكون؟
إذا لم أفجر حياتي حبا
وأحمل على مهجتي بلادي
Halaman tidak diketahui
وأرصف وجودي دربا
لغزو الذرى، للجهاد
فما أنا إلا خيال وحلم
ولمع سراب ووهم
وما أنا إلا فراغ وطن
أدونيس (في أسره)
خارطة وحياة
هذه سورية - بلادنا.
غيرنا يطلق عليها اسم «الهلال الخصيب».
نحن نؤمن بها وحدة قومية اجتماعية، لها ولاؤنا المطلق النهائي الأول والأخير.
Halaman tidak diketahui
إنها إحدى وحدات العالم العربي الأربع، الثلاث الباقيات هي: وادي النيل، الجزيرة العربية، والمغرب.
هذه الوحدات الأربع تؤلف الجبهة العربية، التي يجب أن نتعسكر فيها قوة تسحق أعداءها، وإن استطاعت هذه الجبهة، في مستقبل الأيام، أن تنصهر في وحدة سياسية - نحن نرى أنها مستحيلة التحقيق لانعدام مقوماتها - فليس منا من يسعى لهذه الوحدة أن لا تكون.
وهذه الجبهة العربية، لبلادنا - لا لسواها - مسئولية قيادتها، إذن وقد انتدبتنا الحياة، بما عتقت فينا من مواهب وركزت من قوى متفوقة بهذه المسئولية؛ فأولى واجباتنا في قيادة العالم العربي أن نفهم العروبة نقية صافية، فقد أثبتت الحروب أن أفعل المقاتلين هم من يفهمون ما من أجله يقاتلون، والعروبة هي شيء نقاتل من أجله.
بلادنا مزقها ضعفنا، ومزقها الاستعمار، علينا بالقوة أن نطرد الاستعمار ونتغلب على الضعف. والاستعمار هو صهيونية اغتصبت أرضنا، ودول أجنبية احتلت أو بسطت نفوذا، ومن هذه الدول الأجنبية المستعمرة دولة تحاول السيطرة علينا بالتسلل إلى نفوس مواطنينا، شيوعية تفسدها.
كانت بلادنا عبر أجيال طويلة ضعيفة، ولكن القدرة الجبارة هي أبدا كامنة فيها، تثور مبعثرة هنا وهناك براكين من عبقريات وبطولات، غير أن بلادنا عبر تاريخها الطويل ما كانت على الضعف الذي هي عليه اليوم، بعد أن تمزقت. مهمة الحزب السوري القومي الاجتماعي أن ينقذ هذه الأمة بأن يبعث قواها فتستعيد وحدتها؛ والقوة في جوهرها هي إيجابية بناءة.
هذه الخارطة تسمي وتحدد بلادنا؛ فهي إذن تسمي وتحدد حياتنا، فحياة أي منا، وبلاده، هما لفظتان لمدلول واحد؛ لهذا كانت هتفتنا، وستبقى - تحيا سورية.
قفص الشعاع
بعد مائة سنة، أو خمسين، سيطبق تلميذ التاريخ كتابه ويقهقه، ثم يستعيد رصانته، ويتساءل بألم: «أكانت بلادنا من الجهل والضعف بحيث وجدت في الحركة القومية الاجتماعية شيئا غريبا؟»
ثم يتأمل رجاء أن يهتدي إلى سر بقاء هذا الحزب، وانتشاره وثبوته للصدمات وتغلبه عليها، ويبحر ليستقري سبب تهاوي غيره من المنظمات والهيئات والتشكيلات، ثم يعجب أن كيف يعقل، وكل هذه، كالحزب السوري القومي الاجتماعي، تعبئ قواها من خزان الأمة الواحد؛ فتندثر هي ويبقى هذا الحزب، لا ليركد بل ليثور ويتفولذ ويقهر.
وقد يرتد دارس التاريخ إلى تحليل غير هذه الحركة من الحركات المنقذة في حياة سوانا من الأمم؛ فيكتشف أنها محاولة وثوب من هوة إلى قمة، ويلمس في جميعها العناصر الأساسية المشتركة الواحدة، ويجد في قادتها ومؤسسيها، كما يجد في أنطون سعادة الصفات الغلابة، التي تسم كل من بحق دعي زعيما، ويجد في تلامذته من الصفات ما ميزت تلامذة سواه من أصحاب الدعوات. فيهم البطل، وفيهم الجاهل المهووس، وفيهم من سئم طول الطريق، وفيهم الخائن، وفيهم المرتد، وفيهم من يحاول أن يشرد ليتزعم فئة أخرى. ولكنه لن يكتشف - تلميذ التاريخ - واحدا اعتنق عقيدة صاحب هذه الدعوة ولم تفعل في نفسه هذه الدعوة، فتسمها بطابع لا يمحى.
Halaman tidak diketahui
وسيجد تلميذ التاريخ أن جموع هؤلاء التلامذة هم أسمى أخلاقا، وأرهف إحساسا، وأشجع قلبا، وأقل أنانية وفوضى منهم قبل أن يدخلوا هذه المدرسة، وسيجدهم فريقا منظما، تسودهم روح الفريق لا جمهرة أشخاص، وسيتعلم إذ يواكبهم في طريق الصراع أن لا يستفهم عن عددهم ونسبته إلى عدد سائر المواطنين؛ فدارس التاريخ لا يطول به الأمر حتى يفقه أن العدد هو ضعف سلبي إن كان خلايا ميتة، ولا يصبح العدد من عناصر القوة حتى يكون كهارب حياة، اذكروا فلسطين.
فأحزاب بلادنا، إن استثنيت منها الحزب الشيوعي ساقت عددا من المواطنين، وأكثرهم مخلصون بانفعالية مستعجلة نحو أهداف قريبة ومطالب ملحة، فتراكضوا وتفرقوا؛ ذلك لأن هذه الأحزاب - بقطع النظر عن خطأ حوافز بعضها، وجهل قادة البعض، وخداع متزعمي البعض - أهملت؛ لاستعجالها ترويض أفرادها قبل أن أدخلتهم في السباق. فالحزب السوري القومي الاجتماعي ثبت في الميدان؛ لأن أفراده مروضون، ولأنه في جوهره حركة تربوية ثقافية، تفعل في الذات أولا قبل أن تحاول الذات أن تفعل فيما عداها؛ لذلك أبطأت انتصاراتها، وإن لم يكن لسعادة مؤسسها، من فضل يخلده، لكفاه أنه لم يخدع نفسه؛ فلم يرتض بنصر قريب فرعي عن النصر الكبير الشامل، والقرائن في كل يوم تتوفر على أنه كان موقنا في نفسه على أنه سيكون وقود مرجل الحركة، فجاء موته شرطا لانتصار قضيته.
وليس أدل على أن هذه الحركة الثقافية، قد روضت نفوس معتنقيها، وتوجهت تستهوي فضائلهم - ومن أبرز الفضائل المثابرة والاستمرار - من الظاهرة التي تثبت أن فاعلية الحزب هي على أشدها في الأزمات؛ فالتبرعات لا تكون ضخمة، والتضحيات لا تكون كبرى، ولا التوتر النفسي على ذروته إلا حين يواجه الحزب، كما هو يواجه اليوم، محنة كبرى. فلو أن الحزب طغت عليه الملعنة المشرقية - ما شاع أنه ذكاء وسياسة - لانهزم أعضاؤه إلى ملاجئ التستر والحيل، وجنحوا عن القتال العلني في ساحات التحدي.
وهذه الحركة - ككل حركة سواها - تشكو وتنعم، وتضعف وتقوى بأن بين المبشر بها وتلامذته هذا الأوقيانوس الواسع من الفرق في عمق الإيمان، واتساع آفاق النظرة الشاملة، والمناقبية، والثقافة؛ فقوتها أن دستورها، وأقوال زعيمها هي المرجع الذي يضبط ويحفز، وضعفها أنها ما انبثقت من ذاتية جنودها؛ فأمست في خطر عبودية التقليد، والتردد والاتكالية، على ما قال معلمها وفعل وارتأى. ولكن من الواضح أنها نجت من هذا الخطر، ومن خطر تعبد البطولة، وتجاوزت بنجاح أدق مراحلها؛ إذ إنها بعد مصرع زعيمها، وخلال نقاهة من جراح خالها المجرمون مميتة، لملمت قواها وانبثقت فيها، فيما كانت تستشفي، قوة الإبداع متجسدة في كلمة خطابية ألقيت، أو عبارة نثرية كتبت، أو أغنية من قصيدة نظمت، أو لحن جديد أنشد؛ فتقلصت آفاق أبعدت بين المعلم والتلميذ وضاق ذلك الأوقيانوس؛ ففي مجال البطولة الجسدية مثلا، وهو أقصر أشواط الحياة وأصعبها، تساوى بعض التلامذة بمعلمهم؛ هكذا نرى أن الإيمان بنجاح هذه الحركة ليس مصدره طبيعة التفاؤل، بل إنه حقيقة، يراها كل من راقب زحف الصفوف جبهة متحدة نحو الأفق، الذي يبدو في كل يوم أقرب فأقرب.
كنت ذات يوم أتنزه وصديقي الدكتور فؤاد صروف ونحن نتحدث، وفجأة وقف صروف وبلهجة فيها هلع، وبقلق من يطلب تأكيدا من صديق، يعكس ما به هو مقتنع، باح لي: «إنني أشعر بخيبة في الحياة؛ لأنني لم أبدع شيئا؛ فأنا لم أنظم قصيدة، ولا خلقت قصة، وما اخترعت آلة.»
أجبت، وما كنت أحاول التعزية ولا الموعظة المنفوقية: «إنك لم تستنبط شيئا، وقد لا تكون مواهبك قمة أو قمما، غير أن في مجموعة كفاءاتك، وقد لا تبدو غير عادية، ما يجب أن يطمئنك إلى أنها بنت لك عشا في السقف.»
في مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي وضوح وبساطة، ورتابة تستهوي الرجل العادي مثلي، الذي ليس له ولع بالنظريات والآراء المعقدة، والذي يرى أن ليس لبلاده أن تنغمس اليوم في هذا الترف العقلي، والذي كل همه أن يصح ويتوفر تطبيق هذه المبادئ حتى تمسي فعالية في الحياة، وجهاز نهضة تحررية. وفي هذه الجمهرة من المبادئ، وهي في ظاهرها عادية عظمة، غير أن فيها كذلك من العمق، والفلسفة، وعلوم السياسة، والاقتصاد، والاجتماع ما يتحدى المفتونين بهذه المواضيع، ولكن هؤلاء المفتونين هم بعض نكبات أمتنا؛ إذ إنهم يختارون من نظريات العقيدة القومية الاجتماعية أهدافا، يصوبون إليها مدفعية الكلام، ويتخذون من سفسطات المنطق ذريعة لتخلفهم عن موكب الحياة الفاعلة. «إنا فوق الأحزاب»، وإن بلادنا وهي على ما هي عليه من الضعف تقول لمن ليس هو في حزب «ما أنت فوق الأحزاب - تحتها بكيلو مترات». •••
تاريخ هذه الحركة ما كتب ولن يكتب، قد يدون البعض أحداثها وحوادثها، ولكن هذه الحركة تزوبع في صميم نفس المواطن؛ فيأتي تفاعلها بقدر عدد معتنقيها وأمزجتهم وأجهزتهم العقلية والجسدية والروحية، ويتجسد هذا التفاعل بمليون أثر وصورة وانفعال وعمل. فكيف لأي أن يسجل هذا أو يرويه. وإن اعتبرت كيف تحدت هذه القوة، بالإقناع والتبشير، تحجرنا وضعفنا وخوفنا ، وأوهامنا سلبا وإيجابا، هدما وبناء؛ تحققت أن المواطن حين ينضم إلى هذه الحركة يجترح عجيبة.
الصفحات التي تقرأ تدون بطريقة عابرة تجاوب نفسي بعد أن تجندت، وإني لأشعر أنني أجني على الحقيقة؛ إذ أدون ما فعل الإيمان في نفسي، إذ أقفص هذا التجاوب بين دفتي كتاب أو ألف كتاب.
حين استجبت النفير
Halaman tidak diketahui
ما أنا بالمتمرد على القوانين، ولا بالذي يعصاها.
ما دامت السلطات لا تعترف بالحزب السوري القومي الاجتماعي؛ فما أنا من أعضائه.
غير أن الحكومة أصدرت مرسوما يحل الحزب، ولا يحل العقيدة - وهذا هو الإيمان الذي لا يسجن ولا يسحق.
لقد أنفقت، بعد عودتي من المهجر، ما يقرب من سنوات أربع أدرس الناس - أعمالهم لا أقوالهم. وظفرت بصداقات حميمة مع قادة أحزاب وجماعات، ورجال عاديين وغير عاديين، ورسميين وغير رسميين، من مختلف الثقافات، والغباوات، والادعاءات، والطبقات والطوائف.
وحدقت بهذه المواكب السائرة على الدروب ببصر جهدت أن يكون متجردا.
فرأيت المواطنين وقد صاروا يكالون أحمال بوسطات، ويستعملون كطوائف النور - للرقص، للحدا، للقواص، للفرجة.
وأصغيت إلى المصلحين يحركون ألسنة تنطلق بالحلاوة، فيما تبطنها السموم.
ولمست الرجعية في معسكرين تعاهدا في ميثاق، هو في جوهره خيانة في التفكير؛ إذ إنه اعتراف بأننا أمتان لا أمة واحدة.
وتطلعت إلى هذا الكرنفال يمثل فيه الحواة والمشعوذون والمهرجون، وتحلق في هوته الخفافيش، وتروج فيه البضائع المغشوشة من مخلفات الاستعمار، ومن مصانع الزيف التي شيدت أخيرا.
واعتبرت كيف نعمت الحياة وترهلت العقائد! وكيف صبغ الجهل - الطائفية من عناصره - والجشع (الترف من أسبابه) كل عمل وكل تفكير!
Halaman tidak diketahui
واستعرضت المنظمات والأحزاب:
فإذا هنالك عروبة هي، حين تنقى، طقطقة مسبحة، وفناجين قهوة، وتندر بطرائف بالية، ونكات هرمة، ومحاولة لعصر قنينة فارغة، وشيزوفرنيا، ذلك النوع من الجنون الهادئ اللذيذ، إذ ينطوي المصاب على شخصيته، ويبايع نفسه ملكا في مملكة الأحلام والأوهام.
وهي، أي العروبة، في فريق ثان، كبريت من التعصب الأكال.
وإذا هنالك لبنانية، حين تصفو، تتلاشى أغنية في موال عتابا، وتذوب نشوة في كأس عرق، وقد تتصلب بطولة معكوسة في ضربة عصا، أو تتجسد خنوعا في وفد ينحدر لتهنئة وزير، وتشرئب ثورة كاسحة في تلغراف احتجاج على شاويش المخفر. هؤلاء هم قرويو ضيعة يدعون أنهم مواطنو أمة.
وهي هذه اللبنانية، إذ تعكر وتموج، تمسي بطولة في معارك ما حدثت، وكركرة الماء في أركيلة ليس فيها تنباك، وشوكة تصوب إلى عين الجار، فيما يقال: إنها سيف في وجه الغريب.
ثم هنالك عقائد أجنبية، إحداها الشيوعية، وهي الظل الأسود للغيمة الحمراء العالقة في سمائنا، مترقبة اللحظة الحاسمة كي تنفجر وتنهمر نارا ودمارا وكفرا وجرائم. يمرح في عتمة هذا الظل الأسود جماعة من المهووسين، والمأجورين، والناقمين، وفئة مخلصة جربت ما توهمته مليحا فوجدته قبيحا، فجاءت تجرب هذا القبيح أملا بأن تجده مليحا، فتعلقت بهذا القطار المسرع نحو الهاوية.
وفي الزمن الأخير، قيل لفتى: إنه نبي، فراح يفتش عن رسالة، ويلملم بخرقة مرقعة من مختلف الأنسجة والأمزجة، تمتص ما تسرب من براميل العقائد، ما تفسخ منها وما تكسر، سائلا عديم اللون والطعم والفعالية، ولكان عديم الرائحة لولا أن رشت عليه حفنة من بهارات الهند وفلافلها؛ هذا الخليط من السوائل صبه فتانا في قالب إقطاعية وبلبلة تفكير، ونادى به على الناس أنه اشتراكية تقدمية، تكفل الشفاء من الأمراض جميعها، وقد يكون أقرب الأشياء التي تشابها كيس الخيش الذي نستورده من الهند، والذي لا يقف إلا حين يمتلئ بمحصول غريب عن وعائه، على أن في أعلاه من الشيوعية زيحا أحمر.
وفي هذا البلد منظمات كصواني المعابد يطاف بها لاستجداء المال، وغيرها لاستجداء النفوذ، وتشكيلات رجعية جديدة، كلها ثقوب مستحدثة في غربال متهرئ عتيق.
هذا والشعب في نقمته، متفرق في ركدته وجهوده؛ فمنهم من يرفه عن نفسه إذ يتثاءب في مقالة واعظة، أو من يفرج عن كربته بشتيمة، ومنهم من يبرئ ذمته بالدعوة إلى مساعدة الفقراء والمظلومين، فيما هو ينتعش من تخمة لينغمس في تخمة، ويفرغ من عد أرباح صفقة، ليرتب أرباح صفقة.
ومنهم من يهمهمون ويهمون، ولا يعزمون ولا يفعلون.
Halaman tidak diketahui
ومنهم المسرف في العويل والصهيل ، يحسبهما للجهاد نفيرا.
ومنهم من تطلع إلى ما تحت سريره، فلما أمن أن ليس هنالك ما يخيفه؛ أوصد الباب ونام قريرا.
ومنهم جماعات لم تتحرر بعد من غريزة البهائم؛ فهي تسير خلف كل من ارتفعت أذناه عن القطيع وعوى أمامه.
وربة باخرة دوى صوت ربانها، وازدهى ملاحوها، وشعت نوافذها، وضخمت مداخنها، وغاصت في وحول المفوضيات والجاسوسية مراسيها.
غير أن جمهور هذه الأمة نبيل، يتوق إلى الكبر، والنظام، والحرية، والحق، والقوة، والعدالة الاجتماعية.
ولقد استجاب الله لصلوات هذه الأمة؛ فظهرت في الشرق - وقد اقتصرت رسائل الشرق حتى اليوم على الروحانيات - لأول مرة عقيدة مادية روحية، قومية اجتماعية، واضحة الهدف، والموحيات، والوسائل، ساذجة ككل شيء عظيم نبيل، تقول بفصل الدين عن الدولة، وبهدم الحيطان التي سورت الطوائف، وبتنظيم الاقتصاد على أساس الإنتاج، وبإنصاف العامل والفلاح؛ فاعتنق هذا الإيمان فتيان وفتيات، كبروا في عيون أنفسهم حين تحققوا أنه يجب أن تكون لهم كرامة المواطنين، وفولذت العقيدة أرواحهم، فلم يعودوا رمالا تذريها الرياح، ولا حصى تتطاير تحت الأقدام، بل قطعة من باطون تحطم ولا تحطمها الرءوس.
تدافعوا على طريق الحياة نحو المصلحة العامة؛ إذ إنهم لا يعرفون أن هم مصلحة خاصة.
ما تبجحوا بالأرواح على ما وقفوها، ولكنهم وهبوها.
ما تغنوا باللاطائفية؛ لأنهم يحيون الإخاء الصحيح، هدفهم وجغرافيتهم وشخصيتهم واضحة بينة الخطوط، لا بالمعقدة ولا بالمزدوجة.
أحيا الفرد منهم نفسه على أتمها وأجملها وأقواها، حين أفنى نفسه في مجتمعه.
Halaman tidak diketahui
في صلب دستورهم وتعاليمهم أن المرأة والرجل متساويان في الحقوق، ومن عناصر إيمانهم أن ليس في الأمة طبقات.
وهذه الحركة رميت بالتهم، ورشقت بالوحول، وفي كل مرة ارتدت التهم والوحول خزيا في وجوه الرامين والراشقين.
هذه الموجة يجب أن تنطلق لتغسل أدران هذا المجتمع، ولتشد قوتها إلى عجلة حيويتنا؛ فنصبح الأمة التي نستحق أن نكونها، إن مئات الألوف من المواطنين يتلمسون في نفوسهم الشوق إلى الإصلاح، والتقدم، والمساهمة القومية، ويجدون في هذه العقيدة مدرسة تربية عالية للرجولة الحقة.
إن التجدد والإصلاح والنهضة، تختصر بعمل واحد ، وهو أن تفسح السلطات المجال لهذه العقيدة؛ فتحتكم إلى الشعب، وتضع بين يديه سفرها، وللشعب أن يتقبلها أو يرفضها.
لا أدري من يبسم لي في غد ومن يعبس، فللباسم أقول: «أعود إلى تفكيري وكتابتي، فأجدك يا أخي رفيقا لي منذ عهد الصبا والتلمذة، ولكننا اليوم تعارفنا.» وللعابس، من قريب أو غريب، أصيح: «لقد بلغت أنا في حياتي وتسياري نقطة اللارجوع، فإن كان هذا يغيظك يا أخي، فهنا نفترق.»
كنت أحسب أن الكبر، كل الكبر، في الخلق والسيادة، ولأول مرة في حياتي أشعر أن في الخضوع كبرا إذ انحنيت واعتنقت عقيدة من خلق وساد، ثم اختصر البطولة إذ ركع، وقال لجلاديه: «شكرا.»
وثبة نحو الضياء
بعد أن ثارت علي عاصفة صحفية كان أكثر الذين زوبعوها من أصفى أصدقائي وعشرائي. ***
أكثر الدروب في لبنان تؤدي إلى الهاوية.
وقبل أن تنزلق الأقلام التي تصدت للرد على بياني إلى صعيد من الجدل لا أريده، ولن أهوي إليه، أريد أن أعترف فورا بكل نقيصة رميت بها؛ فأقر أني رجل لا شأن له في الحياة، وأن حافزي إلى هذه الخطوة طموح جامح؛ لكي أظفر بعضوية في بلدية بعقلين، وإني مدفوع ومأجور، وأعلن سلفا أن كل ما ساتهم به صحيح؛ فأختصر الطريق على المهاجمين بالاعتراف عن جرائم سوداء في ماضي وحاضري.
Halaman tidak diketahui
وأعتذر إلى بعض الصحافيين الأصدقاء الذين عتبوا علي؛ لأن البيان لم يصلهم، بالقول إن جريدة «الأحد» هي التي تولت توزيعه، ويؤكد لي مديرها أنه أرسل البيان إلى الصحف جميعها في وقت واحد.
وفي هذا الإيضاح ما يجب أن يقنع أصدقاء من الصحافيين آخرين ذكروا أنني توجت البيان بمديح عن نفسي؛ إذ إنه ليس من المعقول لو أني أنا الذي مهدت للبيان بمقدمة أن أقول عن نفسي «صاحب المؤلفات الشهيرة»، بل كنت قلت أكثر من هذا بكثير!
ولو أن ذلك الصديق الحبيب يحسن القراءة بقدر ما هو يبدع في الكتابة؛ لما اتخذ من أقوالي موضوعا لافتتاحية، بل لكان هو أول المهتدين.
أما أصحاب «البيرق» فأهنئ فيهم التهذيب الرفيع، والأمانة لأخوة لنا شرف وراثتها أكثر مما لنا فضل خلقها، وأنهم وسواهم من أشراف الناس لو أعملوا البصيرة، وتحرروا، فحاولوا أن يحملوا الماضي الجميل إلى الحاضر، بدلا من أن يشدوا هذا الحاضر إلى الماضي، لاكتشفوا أنهم في صفوفنا «صفوف النهضة»، وأن الأحباء من أحياء وغائبين، تروقهم هذه القفزة إلى الأمام.
غير أني أود أن أذكر هؤلاء الإخوان، وغير الإخوان، أنني لست أنا رهن المحاكمة.
إنني راض بما يعرفه الناس عني، وبما يلهجون به وبما كان يجيء على ألسنة ناقدي اليوم، المغدقين المديح علي في أمسي.
ما أنا بالشخص الذي يعنيني هذا البحث، نحن أمام حاضر أمة ومستقبلها ووسائل النهوض بها.
يعيبون على عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي أنها تناهض العروبة، هذه مغالطة وتشويش، نحن نقول بالعالم العربي وبالجبهة العربية - جبهة تصطف فيها القوميات كما يقررها التاريخ، القديم والحديث والمعاصر، وكما تتطلبها مقتضيات اليوم. لا نريد عروبة يكون الدين من عناصرها؛ لأنها هكذا تحمل في نفسها أسباب هلاكها.
لا نريد عروبة البكاء على الأندلس، وحفظ أقوال الزمخشري، وما حدث به ابن المعتز عن ابن المهتز.
لغيرنا العزة القعساء، نريد عزة هي موديل 1951-1952.
Halaman tidak diketahui
ويتهمون أصحاب عقيدتنا بالتنكير للبنان، أي منطق هذا! من يزعم أن من يريد خدمة أمته هو بحكم الطبيعة متنكر لأمه؟
نريد لبنان فكرا شاملا وقوة منطلقة ساحقة. لقد نشرت لي مجلة «الصياد» كلمة منذ سنوات خمس، قبل أن عدت من المهجر جاء فيها: «أريد الوحدة السورية بعد أن تقرع لها أجراس الكنائس في بشراي، وبكفيا، ودير القمر»، هذا ما تبشر به عقيدتنا اليوم، وما بشرت به أمس، وهذا ما تبتغيه الفئة الصافية الذهن المتطلعة إلى المستقبل.
لقد بشر «هربرت هوفر» ب «عالم واحد»، فما سمي خائنا ولا نصبوا له مشنقة، نحن لا نؤمن بلبنانية تفجر الديناميت في المآتم وتقتصر على التسبيح للأرز، وتلهو بذكرى أمجاد غابرة، ووصف الحنين إلى المغتربين.
لقد قلت لهم في حفلة «الكتائب» في السنة الماضية: إن فخر الدين مات والمير بشير مات، وصلاح الدين الأيوبي مات؛ وأقول الآن للذين يتهمونني بأني غيرت عقيدتي: إن أكثر ما ناديت به قبل اليوم نشر في الصحف، فهاتوا لي عبارة واحدة مجدت بها حزبا، أو دعوت بها لعقيدة، ارجعوا إلى ما طبعتموه أنتم، وأروني كلمة واحدة قلتها تشرد عن موقفي اليوم.
ثم اتركوا النظريات التي تبدأ بجدل لا ينتهي، وقولوا لي أي داء كان أفتك بنا من الطائفية؟ وأي شخص محا عمليا الطائفية من نفوس المواطنين؟ وأي إيمان غير إيمان القوميين الاجتماعيين اجترح هذه المعجزة حتى أعتنقه؟
حين أعلنت الحرية في زمن السلاطين العثمانيين تعانق رجال الدين في بيروت، وفي سنوات فيصل هتف الشباب المحمدي للشباب المسيحي، ومنذ سنتين تجسد الوئام والود في وليمة تاريخية بين «الجناحين»، تمثلهما النجادة والكتائب. وبعد أن تجسد الوئام وزال التعصب تفجر الود في العيدين على ساحة البرج في العام الفائت، رصاصا من رشاشات ومسدسات ودويا من قنابل.
صار لنا عشرات السنين والهلال يعانقه الصليب والجناحان يرفان، والقوافي تؤلف بين الأهلة والصلبان؛ والأمة سائرة القهقرى، حتى جاء إيمان الوطنية الحق الذي شفى الأمة من أفتك أوبئتها.
لا أحتاج إلى تسمية هذا الإيمان، بل أحور قولا للرفيق أسد الأشقر: «كوم التبن لن تبدد الزوبعة.»
في أول مارس ولد الذي بعث الأمة
في سنة 1946 وجه سعيد تقي الدين - وكان عامئذ في الفلبين - رسالة إلى صديقه محيي الدين النصولي، قال فيها: «سينقذ الأمة من أسميه «رجل رأس بيروت»، ولقد أطلقت عليه هذا الاسم؛ لأن كتفيه ستكونان أعرض من صخور الروشة، ورأسه أرفع من المنارة.» ومن الغريب أن الكاتب سنة 1946 لم يكن قد سمع بعد بمن هو اليوم موضوع مقاله هذا. ***
Halaman tidak diketahui
لم أعش بعد أن انجلى عني ظل أبوي إلا مرات ثلاثا في ظل إنسان، استمرت أولاها شهورا ستة حين لجأت - هكذا تبدو الحقيقة اليوم - إلى مكتب كامل حمادة في «مانيلا»، فعقدت معه شراكة أقاسمه فيها أرباحا مرجوة، وبينما نحن ننتظر الأرباح، كثيرا ما فصلت بيني وبين الجوع إشارة بقلم رصاص يدونها كامل حمادة أمرا لأمين صندوقه بدفع ريالات خمسة، وفيما كان الامتنان يغمر قلبي، ولا أفوه به إذ ذاك، وأنتشي بإذاعته اليوم، كنت كثيرا ما يتأكلني البغض - بغض كامل حمادة - وأسائل نفسي: أي حظ، أي نظام، أي قدر حكم ظلما؛ فجعل من هذا الرجل محسنا، وجعل مني محسنا إليه؟
وفي حزيران الماضي عشت ساعات أربعا في ظل رجل آخر هو شارل مالك، حين خلوت به في «النادي الدولي» أتحدث إليه لأحدث الناس عنه، وإني على شغفي به لم أملك نفسي خلال تلك الساعات من كبح موجات من النار، تثور في نفسي وأنا أسائلها: لم أحدث الناس عن هذا الرجل بدلا من أن يتولى هو التحدث إلى الناس عني؟ إن كان في الدنيا من لا ينقم على نفسه؛ لأنها ليست في الذروة فهو إله يعبد أو صعلوك لا شأن له.
وأن مقياس كبر النفس ليس في انعدام هذا الشعور بالنقمة، وهي من حوافز الطموح، بل في أن تتهرأ هذه النقمة على نفسك؛ فتصبح حسدا لسواك، أو في أن تتصلب وتخشن؛ فتنطلق عدوانا لئيما يتنقص من قيمة من يتفوق عليك.
واليوم - وهذه هي المرة الثالثة التي أحيا خلالها في ظل إنسان - إذ أصبحت القومية الاجتماعية دفة حياتي - أسائل نفسي: هل انعدم في نفسي شعور النقمة على خالق هذه العقيدة بسبب أن جسده دفين؟ أتراني كنت انضممت إلى صفوف القوميين الاجتماعيين لو أن مبدعها لم يضم رفاته التراب؟ أكانت أنانيتي وكان اعتدادي يردعانني عن الاعتراف بتفوق مخلوق؟ وقد يكون من السهل الكذب والجواب «نعم»، أو من مجاورة الحقيقة أن أقول: «لا أدري»، ولكن الذي يعنيك من هذا الأمر ويعنيني هو أني اليوم أشد احتراما لنفسي؛ إذ أقررت بفضل كامل حمادة وأحببته، وحين وجدت لذة بأن أتحدث عن شارل مالك.
وهذه النون المتقعرة بين ألفين، صميم ال «أنا» هذه الذات التي عبدتها وطالما ازدهيت بها، والتي من صلب العقيدة القومية الاجتماعية، وأول شروطها أن تذوب وأن تفنى، أحقا أنها امحت؟ أليس من العبث أن يقوى الإنسان على أن يفني نفسه وأن يذوب؟
الجواب بسيط ليس فيه اضطراب ولا تناقض، بل إن فيه حقيقة وعمقا؛ إن الواحد منا يحيي نفسه ويذكيها إذ ينكرها. إن أشهى لقمة تأكلها هي لقمة تطعمها لسواك، إن الأمومة التي جوهرت نفس أمك وأمي ورفعتهما ووسمتهما بطابع الألوهية، إن هي إلا إنكار الذات وتذويبها وإفناؤها، وبالتالي إحياؤها.
يسألونني: هل عرفت ذاك الذي نفذ عقيدته فناء بخلود؟ أقول: لقد اجتمعت إليه مرتين خلت ثانيتهما طويلة؛ واليوم أرى أنهما جاءتا تمهيدا لاجتماعات مقبلة، وها أنا أجتمع إليه كل يوم من جديد وأتعرف إليه كل ساعة.
لعل أرخص أنواع البوح عن النفس هو الكلام، قد يكون المهندس أشد إفصاحا عن عبقريته حين يصمت، مشيرا إلى الطريق التي اشتقها، والجسر الذي بناه، والقصور التي شادها. هذه الطريق التي أسير ويسير عليها الألوف من الرفقاء اشتقتها يداه، وهذا الجسر الذي وصل ماضيا بعيدا مجيدا بمستقبل قريب مجيد هو الذي بناه، وهذه القصور التي شادها صاحب العرزال في نفوس المواطنين، كلها تحدث بالتصاميم والخرائط والبناء التي صنعتها يدا رجل الجيل الجديد.
في تاريخنا الحديث ظهر في بلادنا من أوحى البطولات نقمة على شيء، واستثار الناس إلى هدمه. لأول مرة في تاريخنا الحديث ظهر من استثار البطولات استنفارا لصنع شيء، وكانت النقمة في هذه البطولات عنصرا جزئيا لا الحافز الطاغي.
إن البطولة تمجد كيفما ظهرت، ولكن البطولة التي تحدوها بهيمية البغضاء فحسب، لا تبني ولا تحيا، بل هي تنتحر حين تفترس، هو ذا تاريخنا في كلمتين بعد عهد الاستعمار: افتراس فانتحار، أما القومية الاجتماعية فهي أبعد ما تكون عن الحقد والعداء والبغضاء، فهي تسمو كلما انتصرت؛ لأن الافتراس والتهديم ليسا من حوافزها، وهذه العقيدة ليس لها حد تقف عنده؛ إذ إن الانتصار المتجسد بتحقيق هدف جغرافي، حدده العلم والتاريخ والمنطق والمصلحة - هذا الانتصار ما هو بالغاية النهائية الكبرى التي نهدف إليها، بل إن هذا الانتصار هو نتيجة جزئية محتمة لانتفاض النفس القومية الاجتماعية، التي لا حدود لإمكانياتها. إذن فحركتنا هي بطبيعتها أبدا متجددة منطلقة تأبى الوقوف عند حد أو الجمود أو الركود؛ فنحن لن نصل إلى يوم نهلل فيه: قد وصلنا.
Halaman tidak diketahui