Renungan Tentang Agama dan Kehidupan
تأملات في الدين والحياة
Genre-genre
ص _207 وأقبل الخطر على ابن رواحة فتقدم الرجل وقد أدهشته شدته وأخذته حدته، فتردد بعض التردد ثم استفاق، فحمل الراية وخاض المعمعة وقاس أعباءها.. وسمع فى ناحية بعيدة صوت تحطيم أصاب صفوف المعسكر الإسلامى فأسرع الرجل إليه وظل يصارع! حتى صرع. واشتد الأمر على هذه الفئة القليلة فقتل منهم عدد غفير فيهم قائدا الميمنة والميسرة، وتكالب عليهم العدو طامعا فى استئصالهم ، فحمل الراية ثابت بن أرقم، وصرخ: يا معشر المسلمين.. اصطلحوا على رجل منكم، فأرادوا الرضا به فأبى القيادة إذ لا طاقة له بهذا المأزق، فاصطلح القوم على خالد بن الوليد فحمل خالد الراية لا ليستأنف الهجوم. لقد أدرك بخبرته الحربية أن هذه ليست الحرب المرجوة، وأن المهارة كلها فى أن يستطيع الانسحاب بمن معه انسحابا لا يمس كرامة الجيش، ولا يزيد فى خسائره، فقاتل قتال تقهقر حتى استطاع الإفلات من أوخم النتائج وأضرها بسمعة المسلمين فى أنحاء الجزيرة، نعم... انتصر خالد بهذا الانسحاب البارع، ونجا الجيش من الفناء المحتوم. * * * * تحليل: ربما لا تكون لهذه المعركة قيمة من الناحية الحربية بعد هذه النهاية الفاشلة، ولكنها من ناحية دلالتها على أحوال المسلمين النفسية ذات مغزى كبير، حتى أن صراعها كان ملحوظا من السماء، ودوافع الهجوم والانسحاب فيها كانت تحت عين الله أعلن نبيه فى المدينة بحقيقة ما حدث من هؤلاء المغامرين. صعد النبى صلى الله عليه وسلم المنبر، ثم أمر فنودى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس وخطبيهم الرسول صلى الله عليه وسلم محدثا عن أخبار الجيش البعيد: "لقد لقوا العدو فقتل زيد شهيدا واستغفر له ثم أخذ اللواء جعفر فشد على القوم حتى قتل شهيدا واستغفر له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وصمت حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان من عبد الله ما يكرهون ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "فقاتل القوم حتى قتل شهيدا". ثم قال: "لقد رفعوا إلى الجنة على سرر من ذهب، فرأيت فى سرير ابن رواحة ازورارا عن سريرى صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل: مضيا وتردد بعض التردد، ثم مضى.. ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله: خالد بن الوليد فعاد بالناس ". ص _208
Halaman 211