وهيبارخوس،
21
وأرشيميدس،
22
وأضف رجالا آخرين خارقي الذكاء، ورجالا ذوي رؤى عظيمة، ورجالا مكرسين لعملهم. وأضف أوغادا ومتعصبين، وحتى هجائين لهذه الحياة الفانية العابرة مثل مينيبوس
23
وأضرابه. وتأمل كيف طواهم الموت منذ زمان وغيبهم التراب. فهل خسروا بذلك من شيء؟ بل هل خسر شيئا أولئك الخاملون الذين ضاعت أسماؤهم ذاتها؟ لا قيمة في هذه الحياة إلا لشيء واحد؛ أن تقضي عمرك في صدق وعدل، متسامحا حتى مع أولئك الذين لا يعرفون الصدق ولا العدل. (6-48) كلما أردت أن تبهج نفسك فاستحضر في ذهنك فضائل الذين يعيشون معك؛ نشاط هذا، وتواضع ذاك، وكرم ثالث، ومنقبة أخرى لرابع ... ليس أبهج للنفس من طابع الفضيلة يتجلى في خصال رفاقنا - وحبذا لو تكاثر عليك منها المزيد. فلتكن حاضرة لديك دائما. (6-49) تراك تتبرم بوزن جسمك؛ بأن تزن كذا من الأرطال ولا تزن ثلاثمائة رطل مثلا؟! لماذا إذن تتبرم بأمد حياة من عدد كذا من السنين وليس أكثر؟ فمثلما تقنع بمقدار المادة المقسومة لك ينبغي أن تقنع بحصتك الزمنية من العمر.
24 (6-50) حاول أن تقنعهم، ولكن عليك أن تعمل ضد إرادتهم، إذا ما كان مبدأ العقل والعدل يقضي بذلك. فإذا اعترض أحد طريقك بالقوة فتذرع بالهدوء وحول العائق إلى تمرس بصنف آخر من الفضيلة.
25
وتذكر أن محاولتك كانت بتحفظ، أنك لم ترد أن تعمل المستحيل. ماذا تريد إذن؟ جهدا ما مقيدا بشرط. ولقد حققت هذا. (6-51) كيف تفهم خيرك الخاص؟ عاشق الشهرة يجعل خيره في استجابات غيره. وعاشق اللذة يجعل خيره في خبرته السلبية. أما الحكيم فيرى خيره هو أفعاله ذاتها. (6-52) ما يزال في إمكاننا أن نجهل شيئا ونظل مع ذلك في صفاء عقلي؛ ذلك أنه ليس لدى الأشياء نفسها خاصة طبيعية تجعلها قادرة على تشكيل أحكامنا.
Halaman tidak diketahui