4
الفرس وقد أتم السباق، والكلب وقد طارد «اللصوص»، والنحلة وقد أفرغت عسلها، والإنسان الذي أسدى معروفا؛ لا يلحظ أي من هؤلاء ما صنع ولا يلتمس عليه شهودا، بل يمضي إلى فعل جديد كما تمضي الكرمة لتقدم عناقيد جديدة في الموسم الجديد. فلتكن واحدا من هؤلاء الذين يجترحون الخيرات دون أن يلاحظوها. - «نعم ولكن هذا بالضبط ما يجب أن يكون المرء واعيا به؛ لأن من شأن الإنسان؛ الحيوان الاجتماعي، أن يكون على دراية بفعله الاجتماعي، وأن يهيب برفاقه حقا أن يكونوا واعين به أيضا.» - حقا، غير أنك أسأت فهم ما أعنيه الآن؛ ولذا فسوف تقع ضمن إحدى الفئات الأولى التي ذكرتها؛ فهم أيضا قد أضلهم نوع ما من المنطق المعقول، ولكن إن شئت أن تتبع ما أعنيه فلا تخش من أن يفضي بك إلى أي تقصير في الفعل الاجتماعي. (5-7) يقول دعاء الأثينيين: «أمطر ... أمطر أيها العزيز زيوس،
أمطر على حقول القمح،
وعلى سهول أثينا.»
هكذا يجب أن يكون دعاؤنا، بسيطا وصريحا، وإلا فلا كان الدعاء.
5 (5-8) مثلما نقول جميعا إن الطبيب
6
قد «وصف» لهذا ركوب الخيل، ولهذا حمامات باردة، ولهذا المشي حافي القدمين؛ فإن لنا أن نقول بنفس المعنى إن طبيعة الكل قد «وصفت» لهذا المرء المرض أو العجز أو الفقدان أو أي شيء آخر من هذه البلايا. في الحالة الأولى تعني كلمة «وصف» شيئا من هذا القبيل؛ أن الطبيب قد أوصى بهذا الإجراء لهذا الشخص لكي يجلب له الصحة. وفي الحالة الثانية تعني أن ما يقع لكل شخص هو مدبر بطريقة ما لكي يفضي إلى مصيره. ونحن نتحدث عن ملاءمة هذه الأحداث مثلما يتحدث البناءون عن ملاءمة قوالب الحجر في الجدران أو الأهرامات عندما يتراص بعضها فوق بعض في وضع معين.
ذلك أنه في كلية الأشياء ثمة توافق واحد. ومثلما تتحد الأجسام المادية جميعا لتجعل العالم جسما واحدا، كلا منسجما، كذلك تتحد الأسباب جميعا لكي تجعل القدر سببا منسجما واحدا. ذلك شيء يفهمه حتى أقل الناس علما؛ فهم يقولون: «القدر أحدث له هذا .» فإن كان القدر «أحدث» فقد «وصف» أيضا. ولنقبل هذه الوصفات مثلما نقبل وصفات الطبيب؛ فكثيرا ما تكون قاسية ولكننا نقبلها التماسا للشفاء.
فلتأخذ تمام الأشياء وكمالها في تقدير الطبيعة مأخذك لصحتك: واقبل إذن كل ما يحدث لك حتى لو بدا قاسيا بعض الشيء، ما دامت غايته تؤدي إلى صحة العالم وازدهاره وهنائه،
Halaman tidak diketahui