Renungan Harian: 25 Pelajaran Hidup dengan Kesedaran Penuh
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Genre-genre
مونتين، «مقالات»
كيف تحتكر المعاناة وعينا؟
يبدأ الأمر بالألم؛ هناك الآلام الجسدية والآلام النفسية، ومن ثم تأتي المعاناة التي هي تأثير الألم على وعينا.
والمعاناة هي أيضا الجزء من الألم الذي نستطيع التعامل معه. أما الألم ذاته، جسديا كان أم نفسيا، وخاصة إذا كان شديدا، فإنه يتطلب معالجة دوائية، للحصول على درجة من الراحة. أما العلاج النفسي، فلا يأتي إلا لاحقا. ويجب أن يأتي، ويجب إنجازه، وإلا فلن تغادرنا المعاناة أبدا.
تحاول المعاناة بطبيعتها أن تمتلك ذهننا. إنها كشمس سوداء ، وكل شيء حولها يدور في حلقة مفرغة. وتضيق معها مساحة وعينا، ولن يكون هناك مكان إلا للآلام ولا شيء آخر. هذا هو معنى المعاناة حين يأخذ الألم كل المساحة ويمنع الأفكار والأحاسيس الأخرى من أن تجد لنفسها مكانا دائما. سيمتص الألم كل طاقتنا الذهنية، ولن يكون هناك شيء آخر غيره.
الآلام الجسدية
هناك كثير من الآلام الجسدية التي يجب ألا نواجهها باستخدام قوة الروح فقط. وعلينا ألا نتعامل مع هذا الأمر بكبرياء؛ لأن مضادات الألم قد تنقذ كرامتنا في هذه الحالات، وإلا فسنصير عندها وحوشا تعصرها الآلام. ولكن ماذا بعد؟ ما الذي يمكنه أن يساعدنا كي نكون أقل خوفا من الألم، وألا نسجن أنفسنا داخل معاناتنا؟ هل يستطيع التأمل بالوعي الكامل أن يقوم بهذه المهمة؟ ربما؛ ربما نستطيع بمساعدته أن نكون أكثر استعدادا لذلك. نستطيع أن نهيئ أنفسنا، دون أن نكون في حالة انتظار للألم، وذلك بالتمرين المستمر على الآلام الخفيفة التي قد تصيبنا.
منذ وقت طويل، لوحظ ارتفاع مستوى القدرة على مقاومة الألم لدى الممارسين ذوي الخبرة الطويلة في تأمل الزن (وهي ممارسة قريبة من ممارسة التأمل بالوعي الكامل). وقد اكتشفت لاحقا لدى هؤلاء الممارسين تغيرات دماغية لها علاقة مباشرة بهذه القدرة لديهم، وأن هذه «المرونة الدماغية» تتناسب مع عدد ساعات التأمل اليومية. إن أحد التفسيرات العلمية يفترض أن بقاء هؤلاء الممارسين في وضعيات ثابتة دون حركة فرضت عليهم مواجهة العديد من التشنجات العضلية والأحاسيس المرتبطة بعدم الراحة، وهكذا تطورت قدرتهم هذه عبر المواجهة الهادئة والطويلة الأمد للآلام الجسدية.
ما زلت أذكر المرة الأولى التي تعرضت فيها لهذا أثناء التأمل. كان ذلك في صباح أحد الأيام، وكنت أمر بفترة صعبة. لم يكن الأمر شديد السوء، بل محنة بسيطة، لكن كان يرافقها كثير من الإجهاد والضغط. عندما جلست على مقعد التأمل، وخلال عشر ثوان، بدأت تشنجات عضلية شديدة في أسفل قدمي اليسرى، وكانت ردود فعلي الأولى هي أن أتحرك كي أخفف الألم، وأن أفتح عيني، وأن أغير وضعيتي، أو حتى أن أوقف الجلسة. ففي النهاية، كان لدي كثير من الأشياء الأخرى التي يجب أن أقوم بها. وأكثر من ذلك، ما الذي يدفعني كي أسبب المعاناة لنفسي؟ ... ومن حسن حظي أن مرضاي ينقذونني في معظم الوقت؛ فقد كنا قد تكلمنا في اليوم السابق في المستشفى بهذا الشأن، وذلك أثناء التأمل العلاجي الجماعي. لهذا قمت بمحاولة مراقبة هذه الفكرة («تستطيع أن تتحرك، وحتى أن توقف جلسة التأمل لتقوم بشيء آخر»). وبدأت أعتبرها فكرة فقط وليست إلزاما. حاولت أن أتلقاها كما هي وأن أنأى بنفسي عنها، معتبرا إياها كإحدى الظواهر التي ينتجها عقلي لا أكثر. إذن اتخذت خيار عدم الوقوع في الفخ؛ ألا أتحرك، وألا أطيع أفكاري التلقائية؛ «أتشعر بألم مضن، إذن انفصل عنه.» وقررت أنني قبل أن أتحرك (وكانت الرغبة قوية) سآخذ وقتي في فحص هذا الألم التشنجي؛ أين يوجد بالضبط؟ هل هو ثابت أم أنه يتبدل؟ ما الذي يحاول أن يجبرني على فعله؟ وبالتأكيد، اختفى الألم بعد دقيقة واحدة، وكأنه تحلل وانتهى.
سمعت عن ذلك قبلا، لكنني كنت مندهشا، وحتى مذهولا أن ذلك قد حدث لي هنا والآن، في جسدي أنا. إنه بالضبط هذا الفرق المذهل دائما بين «المعرفة» و«التجربة». إنهما عالمان مختلفان بعيد أحدهما عن الآخر. بالطبع أعرف أن ذلك لن يحدث في كل مرة. فقد نضطر أحيانا لتغيير وضعيتنا، أو حتى لإيقاف الجلسة، خصوصا إذا كان الألم شديدا. فالتأمل ليس نوعا من تعذيب الذات. لكننا حين نتجاوز معاناة ما، فقط عبر القبول بأنها هنا موجودة معنا، دون التصرف بعصبية، وإنما عبر الوعي بها، فأي راحة تلك التي نشعر بها! إنه لقاء بين ما هو نظري وتعمد الفعل؛ بين الكلام والحقيقة. وحتى بالنسبة إلى الأشخاص ذوي الخبرة في هذا الشأن، فهم لا يملون من اكتشاف هذا الأمر وإعادة اكتشافه. فنحن نشعر بحالة من الانضباط، والأمان، والاتساق. إن هذا ممكن، أعرف ذلك وقد قمت به بنفسي.
Halaman tidak diketahui