Renungan Harian: 25 Pelajaran Hidup dengan Kesedaran Penuh
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Genre-genre
سيساعدنا التأمل بالوعي الكامل على ألا نبقى أمام «صورة انعكاس» العالم؛ لأن النظرة العميقة تساعدنا على سبر حقيقة الأشياء، فلا نبقى مأخوذين بالمظهر. لقد كتبت الفيلسوفة سيمون فاي: «لا يتوجب على الذكاء أن يثبت الأشياء؛ عليه فقط توضيحها.» وهكذا علينا في معظم الوقت أن نوضح في أذهاننا كل العوائق التي تحول دون الوصول إلى نظرة دقيقة وصحيحة للعالم، والذي سيبدو لنا من خلالها كأنه حقيقة محضة. إن الطريق إلى النظرة العميقة بالنسبة للفلاسفة البوذيين لا يعتبر مسألة نظرية أو فلسفية؛ فالطريقة التي نرى بها الحقيقة ونفهمها تتعلق بشكل مباشر براحة وهدوء ذهننا، وفي نفس الوقت تتعلق راحة البال بطريقة رؤيتنا للعالم. فإذا كانت نظرتنا إلى هذا العالم غير متوافقة مع حقيقته أو غير ملائمة، يكون سبب ذلك ماهية العالم بدرجة ما، ولكن أيضا وبدرجة ما بسبب معاناتنا. وهكذا سنجد، في بحثنا عن الوضوح الذهني، عدة مفاهيم أساسية، من أهمها نذكر الاعتماد المتبادل، والفراغ، وعدم الديمومة.
مفاهيم الاعتماد المتبادل، والفراغ، وعدم الديمومة
يقول مفهوم الاعتماد المتبادل بين الأشياء أن لا شيء في هذا الكون يمكن أن يوجد بوصفه وحدة ثابتة ومعزولة. فلا يمكنني أن أكون شخصا منعزلا ومستقلا تماما عن المحيط حولي؛ لأنني مدين بحياتي وبقائي لعدد لا متناه من الأشخاص، وأيضا لكثير من الظواهر الطبيعية الأخرى. وهذه الأفعال والقرارات التي أسميها «أفعالي وقراراتي» والتي تبدو صادرة عن رغبتي وإرادتي فقط، هي في الحقيقة محدودة ومتعلقة بعوامل أخرى خارجة عني. لكن روابط الاستقلال هذه، هي في الحقيقة روابط اعتماد متبادل؛ لأنني أكون في نفس الوقت النتيجة ونقطة البداية لكثير من الدوافع والمبادرات الأخرى، والتي بدورها تمارس تأثيرها حولي. وما دمت لم أفهم وأقبل ضمنيا كل روابط الاعتماد المتبادل هذه؛ ما دمت لم أقبلها فعلا بكل مودة، فسأكون شخصا أعمى، وسأقع بشكل متكرر في فخ الأنا والكبرياء ومن ثم في المعاناة. وبالعكس، بقبولي لها، لن يدفعني ذلك إلى حدود الإذعان للقدرية، ولكن إلى المزيد من التواضع في أفعالي وقناعاتي.
مفهوم الفراغ هو ثاني أهم المفاهيم البوذية، وقد يكون من أكثر المفاهيم التي لم يتم فهمها بشكل صحيح. إن «الفراغ من كل شيء» لا يعني أن لا شيء موجود حقيقة، وإنما أن كل ما نراه لا يمتلك وجودا صلبا ومتماسكا. لنأخذ قوس قزح مثالا؛ فوجوده يعتمد بشكل ما على موقعي، وانحناء أشعة الشمس، وأيضا الغيوم المارة. وعندما تجتمع هذه العوامل، يظهر قوس قزح لي ولكنه لن يظهر لأشخاص آخرين لأنهم في أماكن أخرى. ينطبق الأمر أيضا على مجموعة الأحاسيس القوية التي أحملها تجاه شخص ما لأنه قال أشياء سيئة عني. إنني أشعر بهذا الشخص بشكل حقيقي وهو يجتاح روحي وجسدي، ولكن في حال أنني عرفت أن كل تلك الأقوال التي نقلت لي، لم يكن فيها شيء من الصحة، وأن هذا الشخص في الحقيقة قد قال أشياء جيدة عني، ما الذي سيحدث عندها لتلك الأحاسيس، ولصلابتها التي كنت أشعر بها منذ لحظة؟ إنها ستختفي في لمح البصر. لهذا فإن مفهوم الفراغ فيما يتعلق بشيء ما، لا يعني غيابه بالضرورة، أو عدم وجوده، وإنما أن طبيعته غير صلبة، ومتحركة، ومعقدة، وقابلة للتأويل. وأخيرا، نستطيع أن نقول إن مفهوم الفراغ هو وعينا بتعقيد الأشياء وارتباطها ومن ثم علينا أن نبقى حذرين قبل استلابنا من «انعكاسات الواقع» أو تعلقنا بها. صحيح أن مفهوم الفراغ قد يكون في البداية باعثا للشعور بعدم الأمان، وربما للحزن أيضا وخاصة حين نجربه في تمارين التأمل، لكنه فيما بعد سيكون مصدرا للوضوح الذهني وربما للسرور، تماما مثل مفهوم الاعتماد المتبادل.
لا يمكنني أن أكون شخصا منعزلا ومستقلا تماما عن المحيط حولي؛ لأنني مدين بحياتي وبقائي لعدد لا متناه من الأشخاص.
ثم هناك مفهوم عدم الديمومة، الذي يعلمنا أن لا شيء يبقى دائما، وأن كل حدث هو نتيجة تراكب وتحلل مجموعة عوامل؛ تنظيم وفوضى، وأن كل ذلك آني وسيئول إلى الزوال. وهنا أيضا لا يعتبر هذا الكلام نوعا من الندب، وإنما هو دعوة إلى مزيد من الوضوح والتحرر.
يقول بول فاليري: «ينتقل العقل من تفاهة إلى أخرى كما يطير العصفور من غصن إلى آخر. الأساسي هو ألا نطمئن إلى ثبات أي منها ...» نعم فعقولنا تحتاج إلى قناعات آنية، كحالة العصفور على الأغصان. لكن دعونا نمررها عبر مفاهيم الاعتماد المتبادل، والفراغ، وعدم الديمومة. سنجد سريعا أننا أقل معاناة، وسنسبب معاناة أقل أيضا. هذا لأن هناك مفهوما بوذيا أساسيا آخر لا تعني تلك المفاهيم الثلاثة شيئا دونه؛ إنه العطف أو الغيرية، وهو ما سنتكلم عنه لاحقا.
لقاء مع الواقع
يقول المعلم البوذي تيك نيات هان: «التأمل ليس نوعا من الهروب من الواقع، وإنما هو لقاء هادئ معه.» وهذا اللقاء الهادئ مع الواقع لا يلقن، وإنما نستطيع تطويره مع كل تمرين حين نهدأ ونحن نتنفس، أو عندما نراقب بصبر تجربتنا مع اللحظة الحاضرة، ملفعين بالعطف والإصرار حتى عندما تكون هذه اللحظة مؤلمة، أو معقدة أو مضطربة. وهكذا نستمر بتنفسنا ونحن نراقب دواخلنا، ونقبل فكرة أننا لا نفهم كل شيء، ولا نتحكم بكل شيء، لكننا نستمر بعيش التجربة، والشعور بها، ومراقبتها. وهكذا نتعلم كيف نرى بشكل أوضح هذا العالم الذي هو أيضا مؤلم، ومعقد، ومضطرب، وكيف نفكر بشكل أفضل، وأدق، وأوضح. «الدرس الثالث عشر»
حرروا ذكاءكم من قيوده؛ لأنه قد يتصلب، وقد يكرر ذاته، ويدور في حلقة مفرغة. كل ذلك بسبب كسلنا، وأيضا بسبب تلك القوة غير المرئية للأفكار التلقائية و«الجاهزة». لا يمكننا شرح أو وصف كيفية الوصول إلى ذلك، ولكن يتم العمل عليه وتعلمه. كيف يمكننا شحذ انتباهنا؟ يتم ذلك بالحفاظ على هدوئه وانفتاحه على العالم، هذا أكيد، ولكن أيضا بالشك والتساؤل المستمر عن كيفية إدراكنا لهذا العالم. وهكذا، في كل مرة نستطيع أن نقول لأنفسنا: «هذا ما أفكر فيه أنا فقط.» «يبدو لي أن معي حقا.» «هذا رأيي فقط.» وحين لا تلامس هذه الأسئلة السطح فقط وإنما نقولها بشيء من الحذر وكثير من التواضع، نكون حينها على صلة حقيقية مع ذكائنا، ولا نكون في حالة من العمى.
Halaman tidak diketahui