Renungan Harian: 25 Pelajaran Hidup dengan Kesedaran Penuh
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Genre-genre
أن نمرن ذكاءنا يعني أن نخلق روابط تتلاقى فيها أفكارنا مع إدراكنا لما يحيط بنا كي نخرج بنتائج وقرارات. ولكنه يعني أيضا أن ندرك وجود هذه الروابط، أو أن ندرك إمكانية وجودها. أن نكون أذكياء، يكون أولا بمراقبة ما هو موجود أصلا، قبل أن نبدأ بفرض أفكارنا على ما هو حقيقي. الذكاء هو أن نبدأ بالتواصل مع العالم الموجود حولنا، قبل أن نقوم بربط عناصره بعضها ببعض والخروج بقوانين وأحكام.
إن هذا الشكل من التواصل مع العالم هو أساس التأمل بالوعي الكامل، والذي تكون فيه الممارسة التأملية شكلا من أشكال المختبر الذي نراقب فيه حركية ذهننا (نستطيع التكلم هنا عما يسمى «علم دراسة الذات») وفي نفس الوقت تساعدنا هذه التمارين على تحسين قدراتنا الذهنية؛ كقدرتنا على التفكير، على التركيز، مقاومة المشتتات، الإبداع، المرونة العقلية.
أن نكون أذكياء، يكون أولا بمراقبة ما هو موجود أصلا، قبل أن نبدأ بفرض أفكارنا على ما هو حقيقي.
على سبيل المثال، يسهل التأمل بالوعي الكامل ما نسميه في علم النفس بعملية «المطابقة». لقد قام عالم النفس السويسري جان بياجيه بتعريف وإيضاح مفهومي «المواءمة» و«التمثيل العقلي» التي تصف قدرة الذهن على دمج الفروق بين ماهية العالم وبين فكرتنا عن هذا العالم. وهكذا، إذا غالطت حقيقة ما قناعتي، أستطيع عندها أن أقوم بتمثيلها عقليا؛ أي أنني أقوم بتغيير طبيعة هذه الحقيقة كي يتمكن ذهني من دمجها. أو يمكنني مواءمتها؛ أي، أن أقوم بتغيير فكرتي السابقة كي تدخل مجال الحقيقة.
إليكم المثال الآتي؛ أظن أن شخصا ما من محيط معارفي هو شخص أناني (اعتقاد)، وفي يوم من الأيام يسلك هذا الشخص تجاهي سلوكا يدل على الغيرية (حقيقة). أستطيع حينها أن أقوم بعملية «تمثيل عقلي»؛ فلا أغير فكرتي عنه، قائلا إنه يقوم بذلك لأنه ينتظر شيئا مني؛ أي، أنه يفتعل تصرفه هذا. لكنني أستطيع أيضا أن أقوم بعملية «مواءمة»، قائلا إن هذا الشخص يمتلك أيضا القدرة على التصرف بغيرية وكرم، مغيرا بشكل جذري فكرتي عنه. لكنني أستطيع أيضا أن أضع رأيي جانبا تاركا الحكم للزمن («سأنتظر قليلا وأرى كيف يتصرف كي أفهمه أكثر»).
يبقى التمثيل العقلي أكثر بساطة وسهولة؛ لأن هذه العملية لا تتطلب القيام بجهد نفسي ولا تطرح أسئلة عن صحة أفكارنا (نقد الذات). إنه لا يقدم لنا شيئا غير إضافة الزيت على صدأ بعض أفكارنا الجاهزة التلقائية. لكنه يلجم في نفس الوقت قدرتنا على التحرر من ثوابتنا، وتطوير رأينا وحكمنا على الأشياء. إن تطوير قدرات المواءمة لهو من فوائد الممارسة المستمرة للتأمل بالوعي الكامل. صحيح أنها نتيجة طبيعية لحالة ذهنية من القبول وعدم الحكم، ولكنها تتجلى أكثر عبر التمرين المستمر والممارسة اليومية للتأمل بالوعي الكامل؛ لأن هذه الممارسة تمثل الفرق بين الفهم العام لهذه الحالة وتطبيقها يوما بعد يوم.
كتب فرويد يوما يقول: «إننا لا نصلح عراكا حين نساعد أحد الطرفين على الفوز.» هكذا هو التأمل بالوعي الكامل؛ إنه يعلمنا ألا يكون النصر هدف تفكيرنا أو وسيلتنا لرؤية العالم، وإنما أن نتلقى ونقبل أفكارنا كلها كما هي بثرائها وتعقيدها.
الوصول إلى حالة استرخاء لقراءة أفضل للعالم
يعتبر الاسترخاء من الفوائد الأخرى للتأمل بالوعي الكامل، والذي بدوره يعتبر مهما لذكائنا؛ فذكاء الانفعاليين والعصبيين يتعرض غالبا لحالة من الإقصاء المثيرة للدهشة. من المؤكد أن عواطفهم القوية تعطيهم كثيرا من الطاقة، لكنها تبدل وضوحهم الذهني، وتعرض بعد النظر لديهم إلى حالات متكررة من الاختفاء الشديد. إن تداعيات واضطرابات عقلنا تنقص قدرتنا على اتخاذ الخيارات، وتجعلنا تحت رحمة تبدلات عواطفنا، التي تكون بدورها تحت سيطرة الظروف المحيطة.
من المهم في هذا السياق إضافة أنه يوجد طريقان للتأمل البوذي، والذي جاء منه التأمل بالوعي الكامل. إنهما طريق الاسترخاء والمسمى «ساماتها»، وطريق «النظرة العميقة» والمسمى «فيباسانا». والطريق الأول ضروري لخوض الثاني؛ فلا يستطيع ذهن مضطرب ومتشتت أن يلقي نظرة جلية على العالم. يمكنه أن يشكل نظرة ما عن العالم، لكنه لن يعيشه حقيقة. إنه ذكاء محدود، ضيق، فما فائدته؟
Halaman tidak diketahui