Renungan Harian: 25 Pelajaran Hidup dengan Kesedaran Penuh
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Genre-genre
تساعد بعض الأماكن على الوصول إلى حالة الخشوع هذه، كالكنائس وأماكن الصلاة مثلا. يحدث أحيانا أن يكون لدي بعض الوقت قبل موعد ما، أذهب حينها إلى إحدى الكنائس لأمنح نفسي بعض الوقت للتأمل. لا يهم أن تكون خارج المدينة؛ يكفي أن تكون على بعد «خطوة» من ضجيج المدينة، وشحنتها الزائدة من التنبيهات. والطبيعة بالتأكيد، تعزز لحظات الخشوع. وأعتقد أن هذا الأمر هو من الأسباب الرئيسية التي تجعل التردد المتكرر على الطبيعة من الأنشطة التي تحسن حالتنا الصحية، كما تظهر كثير من الدراسات الحديثة. إن التواصل مع الطبيعة يساعدنا على إيجاد الهدوء، والبطء، والاستمرارية. إنه غذاء لروحنا، يمكننا من الوصول إلى حالة الوعي الكامل.
لكننا نستطيع أن ندخل في حالة خشوع ونحن وسط بلبلة الحياة أيضا، بأن نأخذ القرار بالتوقف. أن نأخذ لحظة من الانكفاء في حمية الفعل. وبسبب طبيعتها المتناقضة قد تكون هذه اللحظات المسروقة من زخم المدينة غنية جدا. فبالإضافة إلى الراحة العاطفية التي تمنحنا إياها، قد تشعرنا هذه اللحظات وبشكل مفاجئ، بوجود مساحة أوسع داخلنا، وأيضا بالمزيد من الوضوح الذهني. كمثل شخص فاجأه وهو يتنزه انهمار وابل من المطر، فقرر الاحتماء بمكان يقيه البلل، وبدلا من أن يلعن المطر والطبيعة، يمكنه الاستفادة من هذه اللحظة لتوجيه وعيه لما هو موجود حوله؛ أن يعتبر توقفه هذا لحظة انكفاء، معتبرا إياها لحظة التقاط أنفاس. سيكون حينها قد اختبر تجربة ذات تأثير إيجابي جدا على حالته الصحية.
الخشوع يعني العودة إلى الذات؛ أن نسكن ذاتنا من جديد، وأن نتواصل مع أنفسنا، خصوصا أن كثيرا من الأماكن، والأنشطة تلغي هذا التواصل.
يمكن أيضا الاستفادة من اللحظات التي تسبق الفعل أو النشاط الذي نتهيأ للقيام به، كأن نبقى واقفين عدة ثوان، نشعر بتنفسنا، ثم نجلس إلى مكتبنا محاولين التواصل، دون كلام أو هدف، مع المدلول العميق لعملنا؛ وأيضا قبل العودة إلى المنزل مساء، أو قبل الذهاب لزيارة صديق، أو استقبال المرضى إذا كنا نعمل في المجال الصحي. لقد وجدت هذه اللحظات سابقا؛ الصلاة قبل قطع الخبز على طاولة الطعام. أين ذهبت لحظات الخشوع هذه في حياتنا الحديثة؟ لن نجدها حتما عندما نقوم بتشغيل التلفزيون أو الراديو لحظة وصولنا إلى البيت، ولا في الشاشات التي تستعبدنا في كل لحظة. كل أشكال السلوك هذه التي صرنا نقوم بها بشكل تلقائي ظانين أنها ستخفف عنا عبء أفكارنا، إنها في الحقيقة تختلف تماما في أثرها علينا عن المعنى الذي يقدمه الخشوع والتأمل.
أتذكر أحد المرضى الذي كان في بداية تعلمه للتأمل بجلسات الوعي الكامل. لقد روى لي بابتهاج كيف استطاع القيام بتمرين يشبه ما ذكرناه آنفا. بدلا من أن يقوم بتشغيل راديو سيارته كل صباح بشكل تلقائي، كان يجلس في السيارة واضعا يديه على المقود ثم يبدأ بتمرين مراقبة تنفسه وإدراك ما يدور في أحاسيسه. وأوضح لي كيف استطاعت هذه اللحظة كل صباح، ولحظات أخرى من التأمل، قام بإضافتها إلى يومه، أن تخفف من قلقه.
وأتذكر أيضا هذا المقطع الغريب، للسيرة الذاتية من دون شك، في كتاب باسكال كينيار «الظلال الهائمة»: «لماذا في أحد أيام أبريل من عام 1994 حيث كان الطقس جميلا والشمس ساطعة، لماذا وأنا أخرج من متحف اللوفر، بدأت بحث خطاي؟ رجل حث خطاه وهو يقطع نهر السين، ناظرا إلى قناطر الجسر الملكي، وإلى النهر المغطى بالبياض اللامع. إنه يرى السماء الزرقاء فوق شارع بون، ثم يدفع راكضا الباب الخشبي الضخم في شارع سيباستيان بوتان، ويستقيل من وظيفته. فالمرء لا يمكن أن يكون حارسا للسجن وهاربا منه في نفس الوقت.» أن نعيش بوعي ليس أمرا دون خطورة، وحالة الخشوع تدفعنا في معظم الوقت نحو التجرد، ليس لزيادة فقرنا الروحي، وإنما لنصير أكثر خفة.
التجرد
التجرد هو الضرورة الثانية لحالة الوعي الكامل. وليس من الضرورة أن نتجرد من ثيابنا أو ماضينا كما فعلت مريم المجدلية، وإنما من بعض عاداتنا النفسية. من الخطوات الهامة بهذا الاتجاه، تخفيف أفكارنا التلقائية، وأيضا توقعاتنا وأفكارنا المسبقة. وهنا نجد أربعة أمور مهمة في الوعي الكامل؛ ألا نطلق أحكاما، وألا نقوم بالانتقاء، وألا نتعلق بشيء، وألا ننتظر شيئا. إنها أربعة أشكال من السلوك علينا أن نعززها في تمارين التأمل بالوعي الكامل، وبنفس الوقت نكون بصدد القيام بأربعة أشكال من العدول.
العدول عن إطلاق الأحكام:
مثلا عدم الحكم على تمرين التأمل الذي قمنا به بأنه نجح أو فشل. هل هذه مسألة صعبة؟ هذا صحيح. «ألا نطلق أحكاما» بالأحرى هو ألا نستسلم للأحكام التي تصل حتما إلى وعينا؛ ألا نترك لها كل القدرة، أو ألا نتوقف عندها دائما؛ كي لا تحتل كل المكان.
Halaman tidak diketahui