26

A Nice Commentary on the Last Hadith in Riyad al-Salihin

تعليق لطيف على آخر حديث في رياض الصالحين

Penyiasat

محمد بن ناصر العجمي

Penerbit

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1420 AH

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [يونس: ٩] جمع صالحة، وهي من الصفات الغالبة، تجري مجرى الأسماء كالحسنة، وهي من الأعمال ما سوغه الشرع وحسَّنه، والأعمال الصالحة عبارة عن الأعمال التي تحمل النفس على ترك الدنيا وطلب الآخرة. ﴿يَهْدِيهِمْ﴾ أي: يُرشدهم. ﴿رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾ أي: بسبب إيمانهم إلى سلوك سبيل يؤدِّي إلى الجنَّة، أو لما يريدونه في الجنَّة، أو لإِدراك الحقائق كما قال ﷺ: "مَن عمل بما علِم ورَّثه الله علم ما لم يعلَم" (١). وقال مجاهد: المؤمنون يكون لهم نور يمشي بهم إلى الجنَّة. ومفهوم ترتُّب الهداية على الإِيمان والعمل الصَّالح، قد دلَّ على أنَّ سبب الهداية هو الإِيمان والعمل الصَّالح، لكن منطوق قوله جلَّ وعلا: ﴿بِإِيمَانِهِمْ﴾ على استقلال الإِيمان بالسببية، وأنَّ العمل الصالح كالتتمة والرديف له. ولمّا وصفهم تعالى بالإِيمان والأعمال الصالحة بيَّن درجات كراماتهم، ومراتب سعاداتهم، وهي أربعة: الأولى: قوله تعالى: ﴿تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ

(١) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ١٤، ١٥) من حديث أنس وحكم على إسناده بالوضع.

1 / 27