373

Pedang Bercahaya dan Ringkasan Kilat Membakar

السيوف المشرقة ومختصر الصواقع المحرقة

Editor

الدكتور مجيد الخليفة

Penerbit

مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

Balas
الفصل السادس في أن الأنبياء لم يصدر عنهم ذنب كان الموت عليه هلاكا
ذهبت الإمامية إلى أن بعض الرسل أذنب بعد البعثة ذنبا كان الموت عليه هلاكا.
واحتجوا بما رواه الكليني في الكافي عن ابن يعفور قال: سمعت أبا عبد الله يقول وهو رافع يده إلى السماء: "رب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ولا أقل من ذلك"، فما كان بأسرع من أن تحدر الدمع من جوانب لحيته، ثم أقبل علي فقال: يا ابن يعفور، يونس بن متى وكله الله ﷿ إلى نفسه أقل من طرفة عين فأحدث ذلك الذنب، قلت: فبلغ به كفرا أصلحك الله؟ فقال: لا، ولكن الموت على تلك الحالة هلاك".
والجواب أن يونس ﵇ لم يحدث قط ذنبا، وقوله تعالى: ﴿وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾ لا يدل على أنه أذنب ذنبا، لأن غضبه كان لله على قوم كفروا به، فخرج منهم بغير وحي من الله تعالى، وهو ليس بذنب، ونقدر من القدر، وهو الضيق كما في قوله تعالى: ﴿الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر﴾ والمعنى فظن أن لن نضيق عليه؛ وأما اعترافه بالظلم فهو هضم للنفس واستعظام لما صدر عنه من ترك الأولى، وهو الخروج بغير وحي. وقد روي مثل ذلك عن كثير من الرسل والأنبياء وأوصياء الأمة الذين هم عند الإمامية أفضل من الأنبياء.

1 / 417