وفاته
يقول عنه ابنه عقيل: كان عظيم المحبة لمولاه، عظيم الشوق للقائه، وكثيرًا ما يتمثل هذين البيتين:
جزى اللهُ هذا الموتَ خيرًا فإنَّه ... أَبَرُّ بِنَا من والدينا وأَرأَفُ
يُعَجِّل تخليصَ النفوسِ من الأذى ... ويُلحِقُها بالدارِ التي هي أَشرفُ
وكان يقول لأبنائه وقد بلغت منه الأوجاع مبلغًا عظيمًا: " ما أحب البقاء في الدنيا إلا للصلاة وخصوصًا صلاة الليل، وللدعوة إلى الله تعالى، ولتعليمكم " (١). وقد تزامنت وفاتُه مع ظروف سياسيةٍ حرجةٍ، وأيام عصيبة مرَّ بها وادي حضرموت فيما عُرف بالثورة الكبرى على يافع، وما صاحب هذه الثورة المسلحة من نشاطٍ محمومٍ في أوساط القيادة العلوية المؤازرة لآل كثير ودولتهم، وكان المؤلف من بين تلك القيادات التي تتابع الأحداث باحتراق وقلق، حتى قيل أنه تكلم ليلة وفاته بكلام بشَّر فيه بانتصار الثورة (٢). من فرط اهتمامه
_________
(١) عقيل. تذكرة الأحياء. مخطوط.
(٢) ينظر: ما كتبه ابن حميد الكندي المؤرخ المعاصر لتلك الأحدث السياسية عن هذه الأحداث وعن وفاة المؤلف. (ابن حميد. العدة المفيدة. (١/ ٤٤٧ - ٤٤٩).
1 / 48