Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
Penerbit
دار الأدب الاسلامي
Nombor Edisi
الأولى
Genre-genre
حُزْمَةٍ هَذَا الشَّهْرِ وَالتَّعَرُّضِ لِسُخْطِ العَرَبِ جَمِيعاً ...
وَإِنْ أَمْهَلْنَاهُمْ حَتَّى يَنْقَضِيَ هَذَا الشَّهْرِ دَخَلُوا فِي أَرْضِ الحَرَمِ(١) ...
وَأَصْبَحُوا فِي مَأْمَنٍ مِنَّا.
وَمَا زَالُوا يَتَشَاوَرُونَ حَتَّى أَجْمَعُوا رَأْيَهُمْ عَلَى الوُثُوبِ عَلَيْهِمْ وَقَتْلِهِمْ وَأَخْذِ مَا فِي أَيْدِيهِمْ غَنِيمَةً ... وَفِي لَحَظَاتٍ قَتَلُوا وَاحِداً مِنْهُمْ(٢) وَأَسَرُوا اثْنَيْنِ(٣)، وَنَجَا الرّابعُ مِنْ أَيْدِيهِمْ.
***
اسْتَاقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَصَحْبُهُ الأَسِيرَيْنِ وَالعِيرَ مُتَوَجِّهِينَ إِلَى المَدِينَةِ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَقَفَ عَلَى مَا فَعَلُوهُ اسْتَنْكَرَهُ أَشَدَّ الاسْتِنْكَارِ ، وَقَالَ لَهُمْ :
(وَاللَّهِ مَا أَمَرْتُكُمْ بِقِتَالٍ، وَإِنَّمَا أَمَرْتُكُمْ أَنْ تَقِفُوا عَلَى أَخْبَارِ قُرَيْشٍ، وَأَنْ تَتَتَبَّعُوا حَرَكَتَهَا) ...
وَأَوْقَفَ الأَسِيرَيْنِ حَتَّى يَنْظُرَ فِي أَمْرِهِمَا .. وَأَعْرَضَ عَنِ العِيرِ فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا شَيْئًا .
عِنْدَ ذَلِكَ سُقِطَ فِي أَيْدِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ وَأَصْحَابِهِ، وَأَيْقَنُوا أَنَّهُمْ هَلَكُوا بِمُخَالَفَتِهِمْ لِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَزَادَ عَلَيْهِمُ الأَمْرَ ضِيقاً أَنَّ إِخْوَانَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَفِقُوا يُكْثِرُونَ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّوْمِ، وَيَتَزَاوَرُونَ(٤) عَنْهُمْ كُلَّمَا مَرُّوا بِهِمْ وَيَقُولُونَ:
(١) دخلوا في أَرْض الحَرَم: أي أصبح قتالهم محرّماً علينا بسبب دخولهم في أرض الحرم المكيّ.
(٢) هو عمرو بن الحضرمي.
(٣) أحدهما الحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة والد أبي جهل، أسلم وحسن إسلامه واستشهد في بئر معونة.
(٤) يَتَزَاوَرُونَ: ينحرفون عن طريقهم لئلا يكلموهم.
87