Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
Penerbit
دار الأدب الاسلامي
Nombor Edisi
الأولى
Genre-genre
أَيُّهُمْ هُوَ؟! ... أَّيهُمْ هُوَ؟!
فَكَانَ ذَلِكَ اليَوْمُ يَوْماً مَشْهُوداً...
ظَلَّ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَذْكُرُهُ حَتَّى نَّفَ عَلَى المِائَةِ مِنْ عُمُرِهِ.
***
مَا كَادَ الرَّسُولُ الكَرِيمُ صلى الله عليه وسلم يَسْتَقِرُّ بِالمَدِينَةِ؛ حَتَّى جَاءَتْهُ ((الغُمَيْضَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ)) أُمْ أَنَسِ، وَكَانَ مَعَهَا غُلَامُهَا الصَّغِيرُ، وَهُوَ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهَا، وَذُؤَابَتَاهُ تَنُوسَانِ(١) عَلَى جَبِينِهِ...
ثُمَّ حَيَّتِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ... لَمْ يَبْقَ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَّا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِتُحْفَةٍ، وَإِنِّي لَا أَجِدُ مَا أُتْحِفُكَ بِهِ غَيْرَ ابْنِي هَذَا...
فَخُذْهُ، فَلْيَخْدِمْكَ مَا شِئْتَ...
***
فَهَشَّ النَّبِيُّ عَلَيْهِ لِلْفَتَى الصَّغِيرِ وَبَشَّ(٢)، وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ الشَّرِيفَةِ، وَمَسَّ ذُؤَابَتَهُ(٣) بِأَنَامِلِهِ النَّدِيَّةِ، وَضَمَّهُ إِلَى أَهْلِهِ.
كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَوْ ((أُنَيْسٌ)) - كَمَا كَانُوا يُنَادُونَهُ تَدْلِيلًا - فِي العَاشِرَةِ مِنْ عُمُرِهِ يَوْمَ سَعِدَ بِخِدْمَةِ النَّبِيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ.
وَظَلَّ يَعِيشُ فِي كَنَفِهِ وَرِعَايَتِهِ إِلَى أَنْ لَحِقَ النَّبِيُّ الكَرِيمُ صلى الله عليه وسلم بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى(٤).
فَكَانَتْ مُدَّةُ صُحْبَتِهِ لَهُ عَشْرَ سَنَوَاتٍ كَامِلَاتٍ، نَهَلَ(٥) فِيهَا مِنْ هَدْيِهِ
(١) تَنُوسَانِ: تَتَحَرَّكَانِ وَتَتَذَبْذَبَانِ مُتَدَلِّيَتَيْنِ.
(٢) بَشَّ: فَرِحَ بِهِ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهٍ طَلْقٍ.
(٣) الذُّؤَابَةُ: الشَّعْرُ المَضْفُورُ مِنْ شَعْرِ الرَّأْسِ.
(٤) لَحِقَ بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى: تُوُفِّيَ.
(٥) نَهَلَ: شَرِبَ أَوَّلَ الشُّرْبِ.
11