127

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

Penerbit

دار الأدب الاسلامي

Nombor Edisi

الأولى

فَأَعْطَانِي إِيَّاها كُلَّهَا، وَبَعَثَ مَعِي رِجَالاً مِنْ عِنْدِهِ يَحْمُونَنِي حَتَّى وَصَلْتُ ((الحيرَةَ)).

***

تِلْكَ كَانَتْ صُورَةُ زَيْدِ الخَيْلِ فِي الجَاهِلِيَّةِ، أَمَّا صُورَتُهُ فِي الإِسْلَامِ فَتَجْلُوهَا كُتُبُ السِّيَرِ فَتَقُولُ:

لَمَّا بَلَغَتْ أَخْبَارُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سَمْعَ زَيْدِ الخَيْلِ، وَوَقَفَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا يَدْعُو إِلَيْهِ، أَعَدَّ رَاحِلَتَهُ، وَدَعَا السَّادَةَ الْكُبَرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ إِلَى زِيَارَةِ ((يثرب ))(١) وَلِقَاءِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَرَكِبَ مَعَهُ وَفْدٌ كَبِيرٌ مِنْ ((طَيِّئٍ))، فِيهِمْ زُرُّ بْنُ سَدُوسٍ، وَمَالِكُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ جُوَيْنٍ، وَغَيْرُهُمْ، فَلَمَّا بَلَغُوا المَدِينَةَ تَوَجَّهُوا إِلَى المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ، وَأَنَاخُوا رَكَائِبَهُمْ بِبَابِهِ.

وَصَادَفَ عِنْدَ دُخُولِهِمْ أَنْ كَانَ الرَّسُولُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَخْطُبُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ فَوْقِ المِنْبَرِ، فَرَاعَهُمْ كَلَامُهُ، وَأَدْهَشَهُمْ تَعَلُّقُ الْمُسْلِمِينَ بِهِ، وَإِنْصَاتُهُمْ لَهُ، وَتَأَثُّرُهُمْ بِمَا يَقُولُ:

وَلَمَّا أَبْصَرَهُمُ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ يُخَاطِبُ الْمُسْلِمِينَ: (إِنِّي خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ العُزَّى(٢) وَمِنْ كُلِّ مَا تَعْبُدُونَ ...

إِنِّي خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الجَمَلِ الأَسْوَدِ الَّذِي تَعْبُدُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ).

لَقَدْ وَقَعَ كَلَامُ الرَّسُولِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي نَفْسِ زَيْدِ الخَيْلِ وَمَنْ مَعَهُ.

(١) يثرب: المدينة المنورة.

(٢) العزى: صنم كبير من أصنام العرب في الجاهلية ... انظر هدم الأصنام في كتاب ((حدث في رمضان)) للمؤلف.

131