Saya Menjadi Tuhan Selepas Jam Sembilan
وصرت إلها بعد التاسعة
Genre-genre
كان يحاول الإشارة لي وهو يفك الحبل السميك (سلبة) الذي يربط حمولة السيارة، ففهم الرائد «عمر» من إشارته أنه يسأل من سيقوم بإفراغ الحمولة، وبحركة أخرى من يده - أقصد الرائد «عمر» - للنقيب الذي لا أعرف اسمه، ويبدو أن تلك الإشارات يتم تدريسها في وزارة الداخلية؛ فقد فهم النقيب الإشارة وقام بإشارة أخرى تختلف عن الأولى لجنوده، فهجم مجموعة على السيارة، واستوقفت مجموعة أخرى إشارة صارمة فهمناها جميعا ، أسرعت بالتحرك ناحية السيارة لكن الرائد «عمر» أوقفني قبل الوصول إليها، طالبا مني ألا أقلق، وأنهم سينزلون كل شيء، ويرصونه مكان السيارة، ليتم ركن السيارة بجوار سيارات الجنود؛ «عشان نروق المكان» على حد قوله.
جاء «عماد» قاطعا المسافة بصراخه التقليدي، ومكبر الصوت في يده اليمنى، وملف تحت إبطه الأيسر، ويبدو أن «شعراني» قد أفهمه الوضع؛ فبدلا من تذمره المعتاد في مواقع التصوير فاجأني بابتسامة خبيثة ما بين الاحترام والحنق، مد يده مصافحا. - نورت يا باشمهندس محمد. - أهلا أستاذ عماد. أستاذ عماد المخرج (موجها حديثي للرائد «عمر»). - أهلا أستاذ عمر (ومد يده مصافحا ونظر إلي). - عمر بيه ضيفنا النهارده يا أستاذ عماد، يا ريت بقى تبيضوا وشنا معاه. - يا باشمهندس ضيوفك ينورونا. دي التصاريح بتاعة التصوير ودخول القصر وكل الورق (مد يده اليسرى بالملف الذي كان يحمله). - تمام، تمام (هكذا رددت بلكنة متعجرفة وأخذت الملف).
مرة أخرى شعر الرائد «عمر» بهيبتي، واستأذنته لمباشرة توزيع المناظر، وانصرفت مع عماد الذي كان يتوعدني همسا، مكررا أن الدنيا يومين، أكثر من مرة، فتركته وأخذت «حسن» وبدأت في ترتيب المناظر في أماكنها في ذهني أولا، جميع المناظر خارج سور القصر فقط ستدخل سيارة المندوب السامي البريطاني والذي سيلعب دوره «حسام فوزي»، انتبهت فلم تقع عيني على السيارة، أسرعت «لعماد» مرة أخرى عند كرسيه، وسألته عن السيارة فرد بأنها في الطريق وأنني المسئول وليس هو، بضحكة مستفزة. فقلت: «بلاش السواد دا يا ابن السعاتي.» فضحك قائلا: «صبرك عليا يا هندسة لما نخلص، ربنا يستر واليوم يعدي على خير.» - أنت قلقان يا عماد ليه؟ إن شاء الله خير لا أول ولا آخر فيلم يا فنان. - مش عارف، مش متعود على الزحمة دي، والمكان حساس أوي، والمعدات كلها متأجرة. - ما هو كل شغلنا بمعدات متأجرة، هانمثل بقى ولا إيه؟
ضحكنا مرة أخرى، وأخذت منه كل التعليمات الخاصة بوضع المناظر، وانصرفت وطلبت من «حسن» أن يلازمه، ويزيل حدة توتره، وبينما أبحث بعيني عن شعراني، جاءت السيارة «الأوستن» السوداء موديل 1942، برغم أنني تمنيت سيارة «رولز رويس» لكن ما باليد حيلة.
الرواية
لم أستغرق الكثير من الوقت في نشر المناظر في أماكنها، بينما كان «حسن» يقوم بدور مساعد المخرج؛ فنحن عادة نقوم بكافة الأدوار سويا، ولا نلتزم بهيكلة الأمور، فقط توزع المسئوليات الرئيسية ثم ينطلق الجميع، عدت لأجلس بجوار «عماد» و«حسن»، وثوان وانضم إلينا «شعراني»، كان «حسن» قد رتب المجموعات، ولاحظ العساكر التي ترتدي الزي الألماني، واستبعدهم من التشكيل، وبدا موقع التصوير كموقعة حربية على وشك اندلاع نيرانها.
لم يأت «شنن» التصوير بحجة وهمية؛ أن صديقته في فترة «التبويض» وفرصتهما للإنجاب تحين وقت التصوير، في الحقيقة ليس له صديقة من الأساس، ولكنها الحجة التي نعتاد أن نطلقها للاعتذار عن حضور أي حدث، وكل مرة يختلف الطرف الآخر «صديقة، زوجة ...» حتى إن «شعراني» مرة قال: «معلش يا جماعة، مش هاقدر آجي؛ خالتي في فترة التبويض ...» فقاطعناه تقريبا جميعا «وانت بتخلص الورق لجوز خالتك؟» وصارت من قفشاتنا أو لعناتنا الحقيقة، ورغم أن «شنن» له العديد من الأشعار الغنائية في هذا الفيلم إلا أنه لا يحضر التصوير أبدا؛ والسبب أنه لا يشعر بالراحة في الزحام ولا يتحمل الضوضاء.
جلسنا جميعا نراقب الموقع، كل شيء في مكانه، حتى قوات مكافحة الشغب والرائد «عمر» قائد القوات يشرب القهوة وبجواره «عصام» بكوب الشاي، ويبدو أنه يروي له مغامراته في أدغال مكافحة الجريمة المنظمة، و«عصام» يلعب دور المندهش ببراعة، والجميع في انتظار اختفاء قرص الشمس وحلول الظلام.
جذبت نص الرواية الأصلية للفيلم والذي لم ينشر؛ فقد كتبه «حسن» خصيصا للفيلم «عابدين 4 فبراير - رواية فيلم لحسن عبد السلام»، هكذا قرأت ما كتب على الغلاف الكرتوني الذي يشبه ملفات الرخص بإدارات المرور، ولا ألاحظ أي اختلاف في خط الكتابة ذاته، أخذت أقلب في الرواية رغم أني قرأتها عدة مرات، لكني من المعجبين - بل أشدهم إعجابا - بأسلوب «حسن» في فرض وجهة نظره، وإثباتها ببراهين لا تقبل الشك، وأيضا والأدهى هي وجهة نظره ذاتها، الرواية مقتبسة من مذكرات سير «مايلز لامبسون» للأيام الأربعة الأولى من شهر فبراير عام 1942، في البداية تعجبت من فكرة أن مذكرات أربعة أيام قد تكون كافية لأحداث فيلم، لكن حين قرأت المذكرات الأصلية، عرفت أنها قد تحتاج لعدة أجزاء؛ فسير «لامبسون» أو اللورد «كيلرن» كما أطلق عليه بعد حصوله على لقب فارس من الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، كان رجلا لا يستهان به، ويعد من أفضل من خدموا الإمبراطورية، ومن أول من أدركوا أن الإمبراطورية لها مصالح، وليس لها أصدقاء.
كان يشير للملك «فاروق» دوما في مذكراته بلفظ «الولد»، بينما كان الملك «فاروق» يذكر «لامبسون» في أحاديثه بلفظ «جاموس باشا»؛ ربما بسبب ضخامته؛ فكان طوله 192 سنتيمترا وليس نحيفا على الإطلاق، فاستحق وعن جدارة لقب «جاموس باشا».
Halaman tidak diketahui