بعض الملوك (1) أنه كان فى بيت يشرف على واد فيه حجارة نصف النهار فرأى الحجارة تتفلق فيه كما تنفلق فى النار، والصرود كلها صحيحة الهواء والجروم فالغالب عليها فساد الهواء وتغيير الألوان وليس فيها أكثر وباء من مدينة دارابجرد ثم توج وأصح الهواء من جرومها الرجان (4) وسيراف وجنابه وسينيز، وأعدل هواء هذه المدن ما كان من هذين الحدين كشيراز وفسا وكازرون وجور وغير ذلك وليس بجميع فارس هواء أصح من [هواء] (7) كازرون ولا أصلح أبدانا وأحسن أبشارا من أهلها، وأصح مياهها ماء كر وأردأها ماء دارابجرد، (23) فأما زيهم ولباسهم وأحوالهم فالغالب على خلقهم النحافة وخفة الشعر وسمرة الألوان وأهل الصرود أعبل أبدانا وأكثر شعورا وأشد بياضا، ولهم ثلثة ألسنة الفارسية التى يتكلمون بها وجميع أهل فارس يفقهونها ويكلم بعضهم لبعض بها إلا ألفاظا تختلف لا تستعجم على عامتهم ولسانهم الذي به كتب العجم وأيامهم ومكاتبات المجوس فيما بينهم من الفهلوية التى تحتاج الى تفسير حتى يعرفها الفرس ولسان العربية الذي به مكاتبات السلطان والدواوين وعامة الناس، وأما زيهم فكان السلطان زيه الأقبية وقد تلبس سلاطينهم الدراريع وإن كانوا فرسا ومن لبس الدراريع منهم أوسع فروجها وعرض جرباناتها وجيوب دراريعهم كدراريع الكتاب والعمائم تحتها القلانس المرتفعة ويلبسون السيوف بحمائل وفى أوساطهم المناطق وخفافهم تصغر عن خفاف أهل خراسان، وقد تغير زى سلطانهم فى وقتنا هذا لأن الغالب على أصحابه لباس الديلم، وقضاتهم يلبسون الدنيات وما أشبهها من القلانس المشمرة عن الأذنين مع الطيالسة والقمص والجباب ولا يلبسون دراعة ولا خفا بكسرة ولا قلنسوة تغطى الأذنين، وكتابهم يلبسون ملابس كتاب العراق ولا يستعملون القبى ولا الطيلسان، وتناؤهم بين لباس الكتاب والتجار من الطيالسة
Halaman 289