ونواح خصبة حسنة فاستولى عليها العدو وملكها وقد كانت اختلت قبيل افتتاحها فى أيدى المسلمين وهى الآن أشد اختلالا ورزوحا وفتحها الروم فى أول سنة تسع وخمسين فما اضطرب فيها من قطع شعرة للروم ولا توصل فى نصرتها برأى صحيح ولا مشلوم وبجوارها من السلاطين والبوادى والقروم والملوك من قد أشغله يومه عن غده وحرامه وحطامه عما أوجب الله تعالى والسياسة والرياسة عليه فهو يلاحظ ما فى أيدى تجار بلده ويشتمل عليه ملك رعيته ليوقع الحيلة على أخذه والشبكة على صيده والفخ على ما نصب له ثم لا يمتع به فيسلب عما قريب ما احتقب من الحطام وجمع من الآثام (9)، [فاستولى على أكثر نواحيها المسلمون منذ ملكها وذلك فى السنة الثامنة والتسعين وأربعمائة للهحرة،] (10) (13) ومدينة بالس مدينة على شط الفرات من غربيه صغيرة وهى أول مدن الشأم من العراق وكان الطريق اليها عامرا ومنها الى مصر وغيرها سابل وكانت فرضة لأهل الشأم على الفرات فعفت آثارها ودرست قوافلها وتجارها [بعد سيف الدولة] (14) وهى مدينة عليها سور أزلى ولها بساتين فيما بينها وبين الفرات وأكثر غلاتها القمح والشعير ويعمل بها من الصابون الكثير الغزير، [ومن مشهور أخبارها أن المعروف بسيف الدولة على بن حمدان عند انصرافه عن لقائه صاحب مصر وقد هلك جميع جنده أنفذ اليها المعروف بأبى حصين القاضى فقبض من تجار كانوا بها معتقلين عن السفر ولم يطلق لهم النفوذ مع خوف نالهم فأخرجهم عن أحمال بز وأطواف زيت الى ما عدا ذلك من متاجر الشأم فى دفعتين بينهما شهور قلائل وأيام يسيرة ألف ألف دينار،] (21) وبالقرب من بالس مدينة منبج (22) وهى مدينة خصبة حصينة وكثيرة الأسواق الأزلية عظيمة الآثار الرومية ولها من ناطف الزبيب المعمول بالجوز والفستق والسمسم ما لم أر له شبها
Halaman 180