Surah Al-Qasas: An Analytical Study

Mohammed Mutiny d. Unknown
82

Surah Al-Qasas: An Analytical Study

سورة القصص دراسة تحليلية

Genre-genre

قلت: الزمخشري لم يجعلها مفعولًا ثانيًا على هذا الوجه، وإنما جعلها مفعولًا ثانيًا على وجه أخر، وأما على هذا الوجه فلم يجعلها غير ظرف، وهذا نصّه ليتبين لك، قال: " تَأْجُرَنِي من أَجَرْتُه كنت له أجيرًا كقولك: أَبَوْتَه إذا كنت له أبًا، و(ثَمَانِيَ حِجَجٍ) ظرف أو مِنْ أجَرْتُه كذا إذا أثبته إياه، ومنه تعزية الرَّسُول (ﷺ): «أجركم الله ورحمكم» «١»، و(ثَمَانِيَ حِجَجٍ) مفعول به. وكيف يستقيم ذلك أو يتجه؟ وانظر إلى الزمخشري كيف قدّر مضافًا ليصبح المعنى به، أي: رعي ثَمَانِيَ حِجَجٍ لأن العمل الذي تقع به الإنابة لا نفس الزمان فكيف يوجه الإجارة على الزمان " «٢»؟ إِنَّ الجملة الإعرابية (عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي) انما كانت منصوبة الإعراب نحوًا ولغة لأن مفهوم النصّ في إعرابها حالًا هو الأقوى في العربية من إعرابها صفة، فكما قدمنا أن الحال أقوى في الاستدلال به من أي ظاهرة أخرى، لأن الحال للدوام المتجدد، لذلك كان قوله (أَنْ تَأْجُرَنِي) حال من المصدر (إيجارك لي)، وهو أبلغ في السياق. ﴿قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ﴾ «٣» قال مكي بن أبي طالب: " (ذلك) مبتدأ وما بعده خبره، ومعناه عند سيبويه ذلك بيننا " «٤» . وقال الزمخشري: " (ذلك) مبتدأ و(بَيْنِي وَبَيْنَكَ) خبره، وهو إشارة إلى ما عاهده عليه شعيب، يريد ذلك الذي قلته وعاهدتني فيه وشاطرتني عليه" (٥) .

(١) لم اقف عليه في كتب الحديث. وقد ذكره الزمخشري في الكَشَّاف: ٣ /١٧٢. (٢) الدُّرُّ المَصُون: ٥/ ٣٣٩. وينظر أيضًا الكشاف: ٣ /١٧٢. (٣) سُوْرَةُ الْقَصَصِ: الآية ٢٨. (٤) مَشْكِل إِعْرَاب القُرْآن: ١/ ٥٤٣. (٥) الكَشَّاف: ٣ /١٧٣.

1 / 82