اخرج من هنا يا نذير السوء. (يهم بضربه فيهرب من أمامه.)
المشهد السابع (ابن حامد وحده)
لعلعي يا رعود، والمعي يا بروق، وتدفقي يا سماء بالصواعق، وتمخضي يا أرض بالزلازل، ففي البشر أقذار أجدر بها الحرق، وفي القلوب أفاع أولى بها السحق.
اسمعي يا سماء، واشهدي يا كواكب: كل ما في نفسي من عواطف قطرته، وكل ما في شبابي من آمال جمعته، فسكبت من ذلك الكل حبا شريفا طاهرا سكبته لدى عذراء حسبتها شريفة طاهرة، فإذا بها خداعة ماكرة، وها هي تسحق قلبي بيديها، وتدوس حبي بقدميها.
كم نادتني بحبيبها! وكم بكت لفراقي! وكم خفق فؤادها بقربي خفوق فؤادي! حتى إذا ما أفل نجمي نبذتني نبذ النواة.
يا أرض، إن نداك يمتزج بالتراب فيحول وحلا، ولكن الحب، ذلك الندى السماوي المتفجر من قلب السماء، أيمكن أن تحوله القلوب كما يحول التراب الندى؟ ويل لك أيها الكون! وويل لكم أيها البشر!
ولكن رباه ... إنني لا أزال أحبها ... ولا يزال قلبي يخفق لذكرها؛ دريدة، دريدة، لقد فقدتك إلى الأبد.
أرى أدمعي تنهل أنا الرجل القوي الذي لم يذرف دمعة في حياته، وأنا الذي لا يرهبني الموت ولو تجسم رجلا أشعر برعدة الذعر تتمشى في عروقي.
لتلعنك السماء يا من نغصت أيامي، لتلعنك السماء يا من خنت عهودي ... ولكن لا ... ليسامحك الله لقاء أيام سعيدة أوليتنيها، ليغفر لك الله ويملأ حياتك بالهناء؛ فإنني لا أجسر أن أدعو عليك بالشقاء.
وأنت يا من تضع ذراعك الآن بذراعها، حذار أن تعذبها؛ فجسمها أرق من أن يحتمل عذابا، حذار أن تكون سببا لبكائها؛ فإن عينها المنكسرة تقرحها الدمعة. كن رفيقا بها كي لا تتأسف على خيانتي فتصبح صفراء ناحلة. متى وضعت شفتيك على شفتيها فألهها عن تذكر قبلتنا الأولى، قبلة الوداع، فلربما بكت وأنا لا أتمنى لها إلا الابتسام!
Halaman tidak diketahui