Socrates: Lelaki Yang Berani Bertanya
سقراط: الرجل الذي جرؤ على السؤال
Genre-genre
وبدأ المتهمون بالكلام، وربما أخلصوا في كلامهم طبقا لمعتقداتهم ومقاييسهم، إلا أنهم لم يذكروا الحق، وأحس سقراط - وهو جالس على منصته ينتظر دوره - أنه لم يمس بما قيل، كانوا يتكلمون عن رجل آخر، رجل يحب الفوضى، رجل ليس لديه أساس لنفسه، ويحطم أسس الآخرين، هل يمكنهم حقا أن يعتقدوا فيما يقولون؟
وبرغم هذا، فإن سقراط في إصغائه إلى روح الخوف التي تكمن وراء الألفاظ أكثر من إصغائه إلى الألفاظ ذاتها، لا بد أن يكون قد فكر في عدة أمور، وأدرك عدة أمور، ربما لم يدركها بمثل هذا الوضوح من قبل، فقد أدرك الآن على الأقل - إن لم يدرك من قبل - ما يقصد بهذه المحاكمة حقا.
واهتم بما كان يخشاه هؤلاء الرجال ، وبالدافع إلى خشيتهم، لقد كانوا يخشون الخير، لم يكونوا على سوء، ولكن الحياة - كما مارسها سقراط - كانت شديدة الحيوية بالنسبة إليهم، والحق الذي نادى به كان قوي الإرغام عليهم، لقد أحبوا ألوان الخير اليسيرة التي كانت بحوزتهم: الأمن والدعة ومألوف الوسائل، وكانوا يخشون أن يفقدوها يا لهم من حمقى مساكين! لقد أراد سقراط أن يقول لهم: ألا تستطيعون أن تدركوا أنه ليس هناك خيار بين ألوان الخير اليسير والخير الكبير، إن هذا الخير هو مصدر كل شيء.
بيد أن سقراط قد فكر في أن يكون الخيار في ذلك اليوم إن كان هناك خيار، هذا هو السبب الذي من أجله ساقني الله إلى هذا المكان، ليكن هناك خيار حق في هذه المحكمة، لا بين أنيتس وسقراط - فماذا يهم ذلك؟ - ولكن بين المبدأ والعقيدة الواعية من ناحية والخوف والجمود الجاهل من ناحية أخرى، وليكن لأنيتس الخيار وكذلك لمليتس وليكون وأعضاء المحكمة ورجال أثينا جميعا، وفكر سقراط - وهو ينهض للكلام - أن الله ما دام قد أراد ذلك فليبدأ به الخيار.
وعلينا أن نستخرج مما ذكر سقراط فيما بعد ما كان يفكر فيه، ونستطيع أن نعرف ما ذكر؛ لأن أفلاطون كان ماثلا في المحكمة، مائلا إلى الأمام في ثبات لكيلا تفوته كلمة، ولديه ما يبرر تذكره كذلك؛ لأن ما سمع وما أحس ذلك اليوم سيغير حياته كلها ويجعل منه فيلسوفا بدلا من رجل سياسي.
ولذا فقد تذكر أفلاطون خطاب سقراط ودونه على ورق البردي في دقة وعناية، بينما كان أولئك الآخرون الذين استمعوا إليه لا يزالون على قيد الحياة، ولا يزالون يذكرون، وقد أطلق على هذا «دفاع سقراط»؛ لأن «دفاع» تعريب لكلمة يونانية طيبة معناها «خطاب للتبرير»، وإذا كان سقراط قد ألقى الخطاب كما دونه أفلاطون، إذن لقد كان أعجب دفاع سمع في ساحة القضاء.
الفصل الثاني عشر
الدفاع
بدأ سقراط دفاعه قائلا: «يا رجال أثينا»، فسرت في المحكمة أول هزة طفيفة، لماذا لم يقل كالمعتاد: «سادتي أعضاء المحكمة»، هل نسي الرجل أنه أمام المحاكمة؟ «يا رجال أثينا ، لست أعرف كيف أحسستم حينما كان متهمي يتكلمون، لقد كانوا يبعثون على الإقناع، وأوشكوا أن ينسوا من أي طراز من الرجال أكون.»
وكانت تلك فكاهة بطبيعة الحال، وقد استمتع بها ولم يره أصحابه من قبل أشد ارتياحا.
Halaman tidak diketahui