============================================================
من الأيام تلك الربوة ، فرأيا فى أعلاها يربوعا(1) قد علت سنه على باب جحر له، فرحب بهما وحادثهما وسألهما عن آمرهما ، فاخبراه إلى أن ذكرا له أنهما اوطنا جحرا فى أصل تلك الرابية(2)، فقال لهما اليربوع : لولا أن النصح كثيرا ما يدعو إلى التهمة لنصحت لكما. فقالا له : ما أحوجنا إلى نصحك .
فقال لهما : إنه كان يقال : أربع لا تقدم عليها حتى تسال عنها الخبير بها : السوق لا تقدم عليها حتى تسأل عن النافق() فيها والكاسد(2)، والمرأة لا تقدم عليها حتى سال عن منصبها وخلقها ، والطريق لا تسلكها حتى سال عن أمنها ال وخوفها، والبلد لا توطنها حتى تسأل عن مرافقها وسيرة سلطانها وأخلاق اهطها، وقوة من يكيد أطها ويعابيهم .
الوكان يقال : انظر إلى المنتصح فان أتاك بما يضر غيرك ولا ينفعك فاعلم انه شرير، وان اتاك بما ينفعك ويضر غيرك فاعلم آنه طامع، وان آتاك بما ينفعك ولا يضر غيرك فاصغ إليه وعول عليه(5).
ال وكان يقال : إذا لم تعن ناصحك على نفسك، كان ناصحاى كمن يريد تقويم ظل عود قد نصب معوجا قبل آن يقيم العود فى منصبه .
الوكان يقال : إذا أردت أن تعلم ما يغلب على الإنسان من قوى الخير والشر فاسشره، فإن دلالة رأيه عليه أصح دلالة.
الوكان يقال : شر ما فى عالم الأخلاق التعاطى ؛ لأن التعاطى يزيد المتلق به شرا ويعرضه فى هواسم الخزى ، وهذا كالضعيف يتعاطى القوة، وكالجاهل يتعاطى العلم ، وكالفقير يتعاطى الغنى.
الوكان يقال : إذا احتجت الى المشورة فشاور فى الحنكة والتجربة من طبقتاق ولا تشاور من ليس من طبقتك فيخرجك عن حدى لكونه خارجا عن عالم خصائصك (1) نوع من القوارض، يشبه الفار له نتب طويل، قصير الييين، طويل الرجلين .
(2) ما ارتفع من الأرض وهى التلة والربوة .
(3) الرائج ، والمرغوب فيه .
4)غير المرغوب فيه .
5) أى اعتمد عليه .
Halaman 91