============================================================
ثم إن الراهب السائح عاد إلى سياحته، فقلما لبث أن هلك .
قيل : فلما وعى الراعى مقالة الراهب ، وفيم ما ضربه له من المثل ، ال واستبصر فيما تضمنه من الكم، قال له : جزيت من ناصح خيرا، فخذ الأن فى التصريح بحالى عندك ، فقد أدبتى كناياتك وهيأتنى للقبول، وجلت عن فطنتى صداء غرتى(1).
فقال الراهب للراعى: لقد أوضحت لك من غلطاى، فى دعوى ملق ما ااسترعيته واثتمنت عليه، وكشفت لى ما ستر عناى، من قبح حملى على نفساى ال لغيرها، معتاضا عن ذلك أعواضا قليلة، وأعراضا مستحيلة، فاردد البقر إلى ملكها ، واعمل فى خلاص نفسك من السباع الضارية ، والأفاعى الجارية، ال والكلاب العاوية ، والعقبان(1) المختلسة، والشياطين الموسوسة ، والأشراك الخاتلة(2) ، والسموم القايلة لتتجو من البوار(2) ، وتعلوا إلى عالم الأنوار.
قيل : فلما انتهى بابك إلى هذه الغاية من أمثاله، أمسكى عن القول، وأطرق بوه أزدشير مفكرا متأملا ما تصرف فيه ولده من العقال، وضربه له من الأمثال، ثم نهض مضطرب البال، مضرم البلبال(5)، وخرج بابك من فوره فساح ، ولم يعلم أين طاح(2) .
قال المؤلف عبد الله الفقير إليه الضى به - محمد بن أبى محمد بن ظفر رحمه الله تعالى : والحمد الله على ما أنهيت بغيه، وما أردت إلى نهيه، اا وأنا أعوذ بالله من عذاب الإعذاب ، كما أعوذ به من حجاب الإعجاب، واستكفيه عول السؤال؛ كما استعفيه من غول الجواب(1)، واستدفع به فساد الخطاب كما استدفع كساد() الصواب ، وأتوب إليه فهو رحيم تواب : (1) الغرة : الغفلة وعدم الخبرة .
(2) العقبان، مفردها عقاب : وهو طائر من الجوارح قوى المخالب يصيد الجرذان والارانب.
(3) أى الخادعة(4) الهلك.
(5) شدة الهم والحزن:(2) خرج وتاه: (7) الغول : الهلكة من حيث لا يدرى يعنى فساد الجواب .
(8) أى انحراف .
Halaman 151