============================================================
من عنبها ، ثم غرد تغريدا عجيبا بانواع من النغم المطربة، فارتاحت الجارية لما رأت وسمعت من الطائر واستدعت الغذاء .
وكان بقال : أفضل النغع المطربة ما سمع من الصورة الحسنة ، يحرك الشهوة والطرب جميعا ، فتتظافر القوتان وتفعلان فعل الأبوية المركبة، فإنها انجح من الأنوية المفردة وأشد فعلا.
قيل : ثم ان ذلك الطائر أسرع الذهاب ولم يعد يومه ذلك، فظهر على ابنة الملك القلق لغيبته ، ولما كان الغد عاود الطانر الدالية فى مثل وقته بالأمس، فسرت ابنة الملك بعولته، فاستبشرت وارتاحت وأكلت وشربت، ولنصرف الطائر فى يومه كما انصرف فى أمسه، فعاودها القلق لغيبته، وبلغ الملق خيرها فى ذلاك، فأمر باصطياد الطائر فاصطيد وجعل فى قفص، واتحف ابنته به فاشتد سرورها، واغتدت وتداوت ، ورآى الطبيب انتعاش قوامها فعالجها الا اوطمع فى سلامتها، ولم يعلم بأمرها مع الطائر، وأن ذلك الطائر لبث عندها اياما لا يصوت ولا يطعم شينا، وأخذ حسنه فى التغيير، فعايت الجارية إلى اسوا أحوالها، وجعلت تنوب لما نالها من الاهتام بأمر الطائر مضافا إلى مرضها، وعلم بذلك أبوها فندم على اصطياد الطائر .
لوكان يقال : لا تكن تلميذا لمن يبادر إلى الأجوبة عن للمسائل قبل أن ايتتبرها ويتفكر فيما يتفرع عنها ، ويعد لدفع ما يمكن آن يعترض به على جوابه، ويلزمه خصمه من للمناقضه لأصوله، كما إنك لا تستشير الغر للذى لا يتجاوز مبادي الآراء إلى عواقبها ، ولكن تلمذ(1) لمن يتفكر فى الآواخر قبل أن يجيب عن الأوائل، كما تشاور المحنك المدبر لبطون الأمور وظهورها المطلع على مبانها وعواقبها .
قل : فلما علم الطبيب ما انتقات حال الجارية اليه من لافساد، عرف أن ذلك لعارض طرأ عليها ، فبحث عنه فاطلع على قصتها مع الطائر ، فاشار بأن تصب شباك محيطة بالبستان علوا وسفلا، فصنع ذلك طى ما اشار، فأطلق الطائر فى البستان ، فلما رجع الطائر إلى ما اعتاده واتظفه ، راجعته صحته (1) أى كن تلميذا .
Halaman 117