48

Tatacara Memahami Kerajaan Raja-raja

السلوك لمعرفة دول الملوك

Penyiasat

محمد عبد القادر عطا

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

Lokasi Penerbit

لبنان/ بيروت

ذَلِك عَمه الْعَادِل أَبُو بكر. وَذكر أَن القادسي أَن شادي كَانَ مَمْلُوكا لبهروز الْخَادِم، وَالْحق أَنه من الأكراد الروادية أحد بطُون الهذبانية، من بلد دوين فِي آخر أذربيجان من جِهَة أران وبلاد الكرج. وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ، أكبرهما أَيُّوب ثمَّ شيركوه، قدم بهما الْعرَاق فخدما عِنْد بهروز، فَجعل أَيُّوب على قلعة تكريت وَكَانَت فِي إقطاعه، وَقيل جعله بعد أَبِيه شادي، فخدم أَيُّوب وشيركوه عماد الدّين زنكي لما انهزم إِلَيْهَا، ثمَّ أَيُّوب تِلْكَ اللَّيْلَة. فلحقا بزنكي، واتصل أَيُّوب بولده غَازِي بن زنكي، وخدم شيركوه مَحْمُود بن زنكي. فَأَقَامَ عماد الدّين غَازِي أَيُّوب بن شادي على قلعة بعلبك، وَمَا زَالَ يترقي حَتَّى صَار من أُمَرَاء دمشق. ولد صَلَاح الدّين يُوسُف بقلعة تكريت فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَكَانَ أَبوهُ نجم الدّين أَيُّوب واليا بهَا، ثمَّ انْتقل بِابْنِهِ يُوسُف إِلَى الْموصل، وَصَارَ مِنْهَا إِلَى الشَّام، فَأعْطِي بعلبك، فَأَقَامَ بهَا مُدَّة. وَنَشَأ يُوسُف وَعَلِيهِ لوائح السَّعَادَة، وجالس مَشَايِخ أهل الْعلم، فَجمع لَهُ الشَّيْخ الإِمَام قطب الدّين أَبُو الْمَعَالِي مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود النَّيْسَابُورِي عقيدة تحوي جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ، فَمن شدَّة حرصه عَلَيْهَا كَانَ يعلمهَا صغَار أَوْلَاده ويأخذها عَلَيْهِم. وَكَانَ يواظب الصَّلَاة مَعَ الْجَمَاعَة، حَتَّى قَالَ يَوْمًا: «لي سِنِين مَا صليت إِلَّا فِي جمَاعَة» . وَكَانَ إِذا مرض استدعي الإِمَام وَحده، وَصلى خَلفه، وَصَارَ فِي خدمَة نور الدّين مَحْمُود بن زنكي، فَخرج مَعَ عَمه أَسد الدّين شيركوه إِلَى مصر، فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة، وقدمها. ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام، وقدمها ثَانِيًا مَعَ عَمه، وَحضر وقْعَة الْبَابَيْنِ، وحصره الفرنجة بالإسكندرية. ثمَّ خرج مَعَ عَمه إِلَى الشَّام، وَسَار مَعَه فِي الكرة الثَّالِثَة على كره مِنْهُ فِي الْمسير إِلَى مصر، فَقَدمهَا فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ. وَلما تقاعد شاور عَن إِجَابَة شيركوه، وإعطائه مَا تقدم بِهِ الْوَعْد لنُور الدّين وللعسكر، تشاوروا على الْإِحَاطَة بِهِ وَالْقَبْض عَلَيْهِ، فَلم يَجْسُر عَلَيْهِ أحد مِنْهُم إِلَّا صَلَاح الدّين، فَإِنَّهُ لما قدم عَلَيْهِم شاور على عَادَته فِي كل يَوْم، وَسَارُوا مَعَه لقصد أَسد، الدّين، سَار صَلَاح الدّين إِلَى جانبة وَأخذ بتلابيبه، وَأمر الْعَسْكَر بِأخذ أَصْحَابه، فَفرُّوا عَن شاور، وَنهب الغز مَا كَانَ مَعَهم، وسيق شاور إِلَى المخيم وَقتل. فاستقر أَسد الدّين شيركوه بعده فِي وزارة.

1 / 149