- ولايكون بخيلا ، ولامضيعا ، وينبغى أن يتصفح المطيخ أول الأوقات وآخرها لأجل الغداء والعشاء . - وأن لا يعرض عليه طعاماعرضه مرة قبلها ، بل يصرفه في الوجوه الجميلة . - وأن يتلطف في منع الملك عن بعض المطاعم التى لا توافقه ، ويعرفة وجه المصلحة في تركها . - ينبغى أن يكون ثقة مؤتمنا عاقلا، حرا ، مجلا للملك بمحتهذا في رضاه. ونحن ذاكرون من أقاويل القدماء، وأهل الفضل مانجعله خاتمة كتابنا هذا فإن النوادر والوصايا والحكايات والأمثال في مثل هذا الفن غناء عظيم ، وفوائد جليلة فمن ذلك : كتب بعض ملوك الفرس إلى حكيم لهم ، ماالذي يحبى الفتن ، وما الذي يكيتها فكتب إليه : (أما ما يحييها): غفلة ملتل ، ويقظة محروم ، وضغائن أحيتها أثرة (1)، وأطماع لم يقمعها ذعر ، وجراءة ولدها الاستحفاف ، وأكلها انبساط الألسن بضمائر القلوب ، واشفاق موسر من ألم معسر (2)
وأما ما يميتها) :
ذلك مسلوب عن سالب، ودرك بغية، وموت آمل، وذهاب ذعر ، وتمكن رعب ، وهيبة فى قلوب الأعداء .
فأما احتلاف الناس في آرائهم ومذاهبهم ، وعاداتهم فهم مختلفو الطباع في أغراضهم ، وشهواتهم ، فمنهم من يكون قويا في المعاني التي نذكرها كلها ، ومنهم من يكون ضعيفا فيها كلها ، ومنهم ممن يكون قويا في البعض ، ضعيفا في البعض ، وهذه المعانى التي ينقسمون إليها :
Halaman 119