314

Perilaku dalam Lapisan Para Ulama dan Raja-raja

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Penyiasat

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Nombor Edisi

الثانية

الْفُضَلَاء وَذَوي الْأَلْبَاب فَمَتَى ظفر بِوَاحِد مِنْهُم بَالغ فِي الْتِزَامه وَالسَّلَام عَلَيْهِ ولازمه أَن ينزل مَعَه إِمَّا فِي دَاره أَو بِقرب مِنْهُ ثمَّ يتَوَلَّى إكرامه وَقَضَاء حَوَائِجه من بيع أَو شِرَاء ويبذل فِي ذَلِك مَا لَاق من مَاله أَو جاهه ثمَّ إِن كَانَ مِمَّن يفد على الْمُلُوك تسبب لَهُ فِي الْوُصُول تسببا لائقا بِحَيْثُ يعود الْفَقِير غَنِيا والمقل مكثرا وَكَانَ هَذَا الْعَمَل مِنْهُ عَاما وَقد ذكرت مَعَ ذكر عمَارَة مَا فعله من عمل الشّعْر واستخراج الجوائز ومناقب هَذَا أَكثر من أَن تحصر وَبَعضهَا مَوْجُود فِي شعر عمَارَة الَّذِي جمع بِهِ شعراء الْيمن وكتابي هَذَا لَائِق لَهُ الِاخْتِصَار وَلَو لم يكن لَهُ من الدَّلِيل على عُمُوم خَيره إِلَّا أَن أهل زبيد لما طَال عَلَيْهِم الْبلَاء من ابْن مهْدي وَاشْتَدَّ خوفهم وَطَالَ حصارهم خرج مِنْهُم خلق كثير وركبوا الْبَحْر وقصدوا عدن فبذل هَذَا الرجل كرامته وجاهه لأعيانهم وأكابرهم وَمَاله وشفقته لفقرائهم وضعفائهم حَتَّى دمل كَلمهمْ وسد ثلمهم وَكَانَ مَتى حدث من فَاضل زل زلَّة مَعَ السُّلْطَان اجْتهد لَهُ فِي الْعذر عَنْهَا
حُكيَ أَن ابْن الطرائفي الْمَعْرُوف بِأبي طَالب قدم عدن ومدح الدَّاعِي مُحَمَّد بن سبأ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بقصيدة لأبي الصَّلْت كَانَ مدح بهَا الْأَفْضَل بن أَمِير الجيوش أَولهَا ... نسجت غرائب مدحك التشبيبا ... وَكفى لَهُ غزلا لنا ونسيبا
وَأَنا الْغَرِيب زَمَانه ومكانه ... فَاجْعَلْ نوالك فِي الْغَرِيب غَرِيبا ... ثمَّ لما قدم الرشيد عدن أهْدى للداعي الدِّيوَان فَوجدَ القصيدة فَكتب إِلَى الأديب من الدملوة أَن يسير إِلَيْهِ قصيدة ابْن الطرائفي فَعلم الأديب أَنه قد أدْرك ابْن الطرائفي فكتبها بِخَطِّهِ وألحقها اعتذارا عَن ابْن الطرائفي من شعره من نَفسه
... هَذِه صفاتك يَا مكين وَإِن غَدا ... فِيمَن سواك مديحها مَغْصُوبًا
فَاغْفِر لمهديها إِلَيْك فَإِنَّهُ ... قد زَادهَا تشريف طيبك طيبا ... وَأما إجادته بطرِيق كِتَابَة الْإِنْشَاء فَذكر الْفَقِيه عمَارَة أَنه سمع الشَّيْخ أَبَا الْحجَّاج وَالْقَاضِي الجليس أَبَا الْمَعَالِي وهما يَوْمئِذٍ كَاتبا إنْشَاء الدولة العلوية يَقُولَانِ غير مرّة مُجْتَمعين ومفترقين لم يصل إِلَيْنَا مُكَاتبَة لأحد من الْآفَاق وَلَا رَأينَا لكتاب الشَّام وَالْعراق كمكاتبات ترد إِلَيْنَا من جَزِيرَة الْيمن إنْشَاء الأديب أبي بكر بن أَحْمد العندي فَإِن لَهَا

1 / 372