Sultan Muhammad Al-Fatih: Penakluk Constantinople
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
Genre-genre
ومبدأ ظهور الأتراك العثمانيين محوط بالخرافة وتتجمع حوله الأساطير، ويظهر فيه الغموض حتى كأنما هبطوا من السماء أو انشقت عنهم الأرض أو هوت بهم الريح من مكان سحيق. •••
لقد نشأ السلطان محمد الثاني الفاتح في دولة نهضت بسرعة، دولة قامت على أشلاء الدولة السلجوقية، وتفوقت لاختلاف الإمارات السلجوقية وتنازعها فيما بينها، دولة ساعدها موقعها الجغرافي وقربها من الحدود البيزنطية على القيام بالحرب المقدسة؛ فهوى إليها الأتراك من كل جانب، قامت الدولة في عهد عثمان وجعل الإسلام من أهلها ومن بقية الترك أمة موحدة، بل إن الإسلام هو الذي جعل من الترك والإغريق والمجريين والبلغار والألبانيين والصقالبة أمة واحدة، وجعل من كل هذه العناصر المختلفة قوة أصبح اسم آل عثمان لها رمزا وعقيدة.
أنشأ عثمان الشعب العثماني، وجعل أرخان من ذلك الشعب دولة تقوم على أسس إدارية وحربية وطيدة الأركان، وانتقل الجيش العثماني من نظام قبلي إلى نظام حربي ممتاز، والفضل في ذلك يرجع إلى أرخان وأخيه ووزيره علاء الدين، وفي عهد أرخان وضع العثمانيون أقدامهم في أوروبا، وثبتوا مراكزهم فيها حين افتتحوا أدرنة فأصبحت عاصمتهم إلى أن تم لهم الاستيلاء على القسطنطينية.
ولقد قام الأتراك العثمانيون بالفتح في آسيا الصغرى والبلقان معا، وكما أصبحوا أكبر قوة في آسيا الصغرى، صاروا أعظم دولة في البلقان بعد أن تمكن السلطان مراد الأول من كسر قوة الصرب والبلغار في موقعتي ماريتزا وقوصوه في أواخر القرن الرابع عشر، فوقع البلقان تحت أقدام العثمانيين، ولم تعد توجد فيه غير عناصر منحلة، هذا في الوقت الذي كانت تزداد فيه قوة الأتراك باستمرار الهجرة التركية من آسيا تدفعها حركات المغول. وبينا كانت الحالة مضطربة في دول البلقان المسيحية كانت توجد بين الأتراك روابط متينة: دين واحد، ونظام واحد، وغاية واحدة.
ولربما استطاع السلطان بايزيد الأول القضاء على الإمبراطورية لو امتاز بالتبصر وحسن السياسة، ولو لم يواته سوء الحظ بغزو التتار، فلقد لقب بالصاعقة يلدرم، لقد قضى بايزيد على بلغاريا نهائيا وفتح بلدانها الواحد بعد الآخر، كما تمكن من القضاء على قوة الصرب وإخضاع أجزاء من ألبانيا. ثم أعطى أوروبا درسا قاسيا إذا أرادت تحدي قوة العثمانيين، فلقد قضى على قوة التحالف الأوروبي الصليبي في موقعة نيكوبوليس، في أواخر القرن الرابع عشر.
وربما كان بايزيد مستطيعا فتح المدينة الخالدة لولا تردده وضعف أسطوله وعدم استكمال استعداداته ومجيء خطر التتار الداهم. لقد أرسل تيمور رسالته الشهيرة إلى بايزيد وهو يحاصر القسطنطينية؛ الأمر الذي دعاه إلى رفع الحصار عنها، وانهزم العثمانيون أمام التتار في موقعة أنقرة لتفريط بايزيد وسوء سياسته، واستقلت بعض الإمارات التركية مثل قرمان وأيدين وكرميان، وبدأت الدولة البيزنطية تنهض من محنتها.
ولكن حسن الحظ واتى العثمانيين، فلقد مل تيمورلنك الفتوح في آسيا الصغرى، ورجع إلى سمرقند، وفكر في فتح الصين ومات ولم يأسف عليه الإسلام، ولحسن حظ العثمانيين أيضا بالرغم من الحرب الأهلية التي قامت بين أبناء بايزيد استطاع أحدهم أخيرا وهو السلطان محمد الأول أن يوحد قوى العثمانيين، وأن يتبع سياسة السلام لتثبيت دعائم الدولة من جديد. ومن حسن حظ العثمانيين أن زاد عدد الأتراك الهاربين أمام جحافل المغول، فامتلأت بهم آسيا الصغرى وأملاك الدولة العثمانية في أوروبا، وانضم إليهم عدد كبير من أبناء المسيحيين البلقانيين، فازدادت قوة الدولة من الناحية الحربية بهذه العناصر الجديدة.
السلطان مراد الثاني وهو أبو الفاتح سيطر العثمانيون على آسيا الصغرى والبلقان، وانتصروا على البنادقة، واكتسحوا شبه جزيرة اليونان، وهزموا المجريين والألبانيين، وأصبح للعثمانيين التفوق في البلقان، وذهب نهائيا الخطر الأوروبي بعد موقعتي ورنه وقوصوه؛ فأصبح الأتراك في مأمن من ناحية الدانوب، وألزم الإمبراطور البيزنطي بدفع الجزية. ولم يبق من ممتلكات الدولة البيزنطية إلا القسطنطينية وضواحيها. فكان الاستيلاء على هذه المدينة مهمة أعظم سلاطين هذه الدولة، وهو السلطان محمد الثاني الذي سيلقب بالفاتح لفتحه هذه المدينة، وبالقانوني لتنظيمه القوانين العثمانية.
شخصية الفاتح
محمد الثاني من أقوى الشخصيات الممتازة التي تولت السلطنة العثمانية وأعظم معاصريه على وجه الإطلاق ومن أكبر شخصيات العالم.
Halaman tidak diketahui