Sultan Muhammad Al-Fatih: Penakluk Constantinople
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
Genre-genre
وتمثل كنيسة أيا صوفيا العظيمة التطور الديني الذي حدث؛ فلقد أصبحت مسجدا جامعا للمسلمين، وحل هلال بيزنطة القديم محل الصليب، واستطاع الأتراك أن يمدوا سلطانهم بعد ذلك إلى بلغراد والدانوب وما يسمى حاليا رومانيا، أصبح إذن غربي آسيا في قبضة الأتراك، وكذا جنوب شرقي أوروبا، فكانت الدولة العثمانية خطرا دائما على أوروبا مهددا لكيانها وحياتها، فلقد كانت قوة الأتراك الحربية لا نظير لها، وما كانت أوروبا التي ذهبت وحدتها لتستطيع الوقوف أمامهم.
في القسطنطينية وفي البوسفور والدردنيل وضع الأتراك أقدامهم في مركز استراتيجي مهم سيجعل تقدم روسيا أو نمو النمسا من ناحية الشرق أمرا مستحيلا لمدة تقرب من الخمسة قرون، امتلكوا أجزاء من العالم تسيطر على أوروبا وآسيا وأفريقية، كما سيطروا على معظم طرق المواصلات البرية والبحرية المهمة بين الشرق والغرب .
وتعتبر أوروبا تثبيت أقدامهم في ذلك الجزء من العالم كارثة لا تماثلها كارثة؛ ففي سنة 1453م ولدت المسألة الشرقية التي شغلت أوروبا إلى الوقت الحاضر ولا تزال تشغلها. كيف تستطيع أوروبا وقف تقدم الإسلام في أوروبا؟ ثم لما عاد الإسلام يتراجع من هذه الديار كيف تعمل أوروبا على توزيع ممتلكاته؟ ما كانت أوروبا تحير لهذه الأسئلة جوابا نهائيا.
فتوح الفاتح الأخرى
فتح بلاد الإغريق
لقد استولى السلطان محمد الثاني على القسطنطينية وسنه لا تزيد على ثلاثة وعشرين عاما، فكان أكبر من المقدوني بسنة واحدة في الوقت الذي فاز فيه بانتصاره الباهر على الفرس في موقعة جرانيكوس، وكان أصغر من القائد العظيم نابليون بونابرت بثلاث سنوات حين قاد الفرنسيين إلى النصر ضد النمسا في موقعة لودي في سهل لمبارديا بإيطاليا.
على أن السلطان الفاتح لم يهدأ له روع، ولم يخلد إلى السكينة بعد ذلك الفتح العظيم؛ فهو ابن الحرب، نشأ في ميادينها ونبغ فيها، وقضى بقية حياته يستعد لها أو يخوض غمارها. وكانت الظروف السياسية في البلقان ترغمه على السير في فتوحاته، فكان عليه أن ينظف البلقان وشبه الجزيرة اليونانية من بقايا الدولة البيزنطية الغابرة، ومن المستبدين البيزنطيين، والمغامرين الإيطاليين. لقد كانت هناك إمارات أو دوقيات مشتتة مبعثرة بعيدة عن بعضها لم تحاول قط جمع قواها لمواجهة الخطر العثماني الجارف، ولم تستفد شيئا من الدرس القاسي الذي خبرته بيزنطة ومدينة قسطنطين الأكبر.
لقد كان البنادقة في أوائل القرن الخامس عشر يسيطرون على معظم البلوبونيز وأبيروس وعدد كبير من جزر بحر الأرخبيل وجزيرة كريت. وسقطت أجزاء من شبه جزيرة المورة في يد الفرنسيين. ولكن جمهورية البندقية كانت متمسكة بالأشراف على السواحل، وتركت السيطرة على جزر بحر الأرخبيل لأفراد منها مغامرين.
وكانت الفوضى في هذه الأجزاء جميعها منعدمة النظير، فقامت الحروب والثورات والمنازعات الداخلية التي لا تنقطع بين الكتلان - من الإسبان - وبين الإيطاليين والفرنسيين، وكان في آخر الأمر أن أخلى العنصر الفرنسي السبيل أمام العنصر الإيطالي، كما حل محل الكتلان الإيطاليون عن طريق الفتح أو الشراء أو إقراض المال. وتدخل الأتراك أنفسهم فيما بين هؤلاء الأمراء ينصرون فريقا على فريق، ثم يأخذون في آخر الأمر ممتلكات الفريقين إذا وجدوا ذلك أمرا هينا أو إذا ضعف الفريقان أمام قوتهم.
لقد كثرت في البلقان وشبه الجزيرة اليونانية الهجرة وانتقال السكان من مكان إلى مكان، وحلت عناصر وجنسيات محل أخرى أو طغت عليها فظهر الألبانيون والأفلاقيون، واستقروا في جاليات قوية في معظم أجزاء البلقان، وحوصرت المدن وفتحت أو تركت، وسكنت أو خربت.
Halaman tidak diketahui