110

ترجع الى دين ، والشكاك ومن اليهم جنود متطوعون في هذا الجيش ، أبعد ما يكونون في طماحهم وفي طباعهم عن أهدافه وغاياته.

ولم يكن ثمة في نظم التجنيد المتبعة في التجمعات الاسلامية يومئذ كما بينا آنفا ما يحول دون قبول هؤلاء كجنود أو كمجاهدين ، لان الكفاءة الاسلامية ، والقدرة على حمل السلاح ، هي كل شيء في حدود قابليات المجاهد المسلم.

واما الخوارج ، فيقول المفيد رحمه الله في تعليل التحاقهم بجيش الحسن : « انهم كانوا يؤثرون قتال معاوية بكل حيلة ».

ولكنا لا نؤمن بهذا التعليل على اجماله ، ولا ننكره على بعض وجوهه وقد يكون ما يقوله المفيد بعض هدفهم ، وقد يكون هدفهم شيئا آخر غير هذا.

وليس فيما نعهده من علاقات « الخوارج » مع الحسن وأبي الحسن عليهما السلام ما يشجعنا على الظن الحسن بهم ، وان لنا من دراسة أحداث النهروان ما يزيدنا فيهم ريبا على ريب. واذا صح أنهم انما أرادوا قتال معاوية حين تبعوا الحسن ، وأنهم كانوا لا يقصدون بالحسن سوءا ، فأين كانوا عن معاوية قبل ذلك ، ولم لم يتألبوا عليه كما كانوا يتألبون على علي عليه السلام في انتفاضاتهم التي حفظها التأريخ؟ ..

وكان للخوارج من ذحولهم القريبة العهد ، ومن اسلوب دعاوتهم النكراء ما يحفزنا حفزا الى سوء الظن بما يهدفون اليه في خروجهم مع الحسن عليه السلام .

وعلمنا من أحوالهم قبل خروجهم لهذه الحرب ، أنهم كانوا يداهنون الناس ويجاملون الحسن ، بعد وقيعتهم الكافرة بالامام الراحل عليه السلام ، يتقون بذلك غوائل الكراهة العامة التي غمرتهم في أعقاب الفاجعة الكبرى.

أفلا يقرب الى الذهن ، أن يكون من جملة أساليب دهائهم الذي اضطروا اليه تحت ضغط الظروف الموقتة ، ان يتظاهروا بالتطوع في الجيش

Halaman 130