Sulafa Casr
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
أباح ما كان ذا صون لديه فقد ... وشى به عند حي كالحيا جاري
ولا وفى بالذي أبداه من جلد ... يوم الوداع تلقي خسف تسعار
وهمت قلبي غداة البين فارقني ... وصوت منه عديمًا مبعدًا عاري
وأرق الجفن بعد عن سنا قمر ... وجها ورد فا كغصن الرمل موار
وريقها الخمر أم ماء الغمامة أم ... شهد ذكا أم زلال لست بالداري
لأن أخبار راويه لنا اختلفت ... أنعم بمخزون در بارق ساري
وقامة مثل غصن البان يجذبها ... هوى الصبا ذات ادلال واسكار
وناظر أدعج بل أكحل غنج ... تفرى القلوب بسيف باتر فاري
والخصل منها سقيم زاد عن سقم ... بجفنها ويصب غير مصبار
والفرع كالليل إن أرخته صار دجى ... وإن جلته بدت شمسًا بأزهار
جلت عن الحسن والحسنى وعن هيف ... وعن جمال بحسن الخالق الباري
لهفي على ليلة قضيتها فرحًا ... وبهجة وسرورًا أسر أسراري
غذ كان زندي عقدًا في بياض هدى ... هاز بشمس الضحى مع نور أقمار
وليلة بتها في جنح لمتها ... قصيرة لم أرع فيها بأضرار
ضللت فيها بليل من ذوائبها ... حتى بدا وجهها صبحًا بأسفار
باتت تعاتبني وهنا فقلت لها ... سقيًا ورعيًا لهذا العاتب الزاري
بل ازمن كنت أجنى الورد بمتهجًا ... من وجنة جنة حفت بأزهار
تصلى الفؤاد بنور من محاسنها ... فالعين في وجنة والقلب في نار
عهد تقضي وما قضت لبانته ... منه الذي زند أشواقي له واري
متيم دنف صب حليف نوى ... معذب واله بالحب والداري
لكن عسى غارة المختار تنجده ... إذ حل من سوحه الحامي بمختار
محمد أحمد المحمود مشهده ... لقاصد أسهدته طول أسفار
خير الوجود الذي لولاه ما خلقت ... جنات عدن وروضات بأنهار
رقي إلى الدوحة العلياء في نسب ... كما ترقي سماء ذات أنوار
فكان كالقاب أو أدنى بحيث سما ... إلى مكان على العليا بمقدار
رأى هلال السما نعلًا لأخمصه ... وشمسها هبطت قدرًا بأغوار
والشهب شعًا وأضواء بها ذهبت ... حتى تحير منها كل سيار
والعرض موطىء أقدام له ارتفعت ... وجاوزت في المعالي شاؤ مضمار
والوحي أفرغ في قلب له انقلبت ... أصنام كفر بناها جهل كفار
وشاهد النور من حجب الجلال وعن ... رب الوجود تلقي نصّ أسرار
راه معدن حق للحقائق إذ ... رأى سناه له في ذاته سار
أناله منه ما لم يطلع أحد ... عليه من خلقه حقًا بتذكار
وقوله لي مع الله الحديث أرى ... صدق الحديث صحيحًا صح عن قاري
وغير ذلك من اظهار مكرمة ... له يدل عليه صدق آثار
أو غرفة بيد أو نهلة بغم ... فالعجز درك هنا من غير انكار
فكل من رام كرعًا من بحور على ... له يكن غامسًا فيها بمنقار
صلى عليه اله العرش ما سجعت ... حمائم فوق أفنان وأشجار
وآله المصطفين الطاهرين كذا ... صحب له خير أتباع وأنصار
فيا امامًا به طابت سجيته ... وطاب أصلًا زكا فرعًا بأثمار
وحل من ذروة العلياء شامخها ... وجل عن حد القاب باحصار
واستخدم العلم واستحلى خرائده ... ومن بديع المعاني كل أحرار
وصار للفضل والافضال ذا علم ... متوج من سنا العلياء بالنار
1 / 156