فقال حلمي عزت، وكان يجلس لصق رضوان ياسين في الطرف الآخر من نصف الدائرة: هذا إذا كان الزوج من الإخوان المسلمين!
وضحك رضوان عن ثغره اللؤلؤي، رغم ما أثاره الحديث في نفسه من غم. أجل إن سيرة الزواج تثير قلقه، فلا يدري إن كان يقدم يوما على هذه المغامرة أم لا، مغامرة مخيفة بقدر ما هي ضرورية، ولكن ما أبعدها عن روحه وجسده! وتساءل طالب: وما الإخوان المسلمون؟
فأجابه حلمي عزت: جمعية دينية تهدف إلى إحياء الإسلام علما وعملا، ألم تسمع بشعبها التي بدأت تتكون في الأحياء؟ - غير الشبان المسلمين؟ - نعم .. - وما الفرق؟
فأجاب وهو يشير إلى عبد المنعم شوكت: سل الأخ ..
فقال عبد المنعم بصوته القوي: لسنا جمعية للتعليم والتهذيب فحسب، ولكننا نحاول فهم الإسلام كما خلقه الله، دينا ودنيا وشريعة ونظام حكم .. - أهذا كلام يقال في القرن العشرين؟
فقال الصوت القوي: وفي القرن العشرين بعد المائة .. - احترنا يا هوه بين الديمقراطية والفاشستية والشيوعية. هذا خازوق جديد!
فقال أحمد ضاحكا: لكنه خازوق رباني!
فعلت ضجة ضحك، إلا أن عبد المنعم حدجه بنظرة غاضبة، وكأن رضوان ياسين ساءه التعبير، فقال: خازوق؟! تعبير غير موفق.
وعاد الطالب يسأل عبد المنعم: وهل ترجمون الناس إذا خالفوكم؟ - إن الشبان يتهددهم زيغ في العقيدة، وانحلال في الخلق، وليس الرجم بأشد ما يستحقونه، ولكننا لا نرجم، وإنما بالموعظة الحسنة والمثال الطيب نهدي ونرشد، وآية ذلك أن بيتنا يضم أخا ممن يستحقون الرجم، وها هو يمرح أمامكم، ويتطاول على خالقه سبحانه!
فضحك أحمد، وقال حلمي عزت مخاطبا إياه: إذا آنست من أخيك خطرا، فإني أدعوك للإقامة معي في الدرب الأحمر .. - أأنت مثله؟ - كلا، ولكننا معشر الوفديين قوم متسامحون، المستشار الأول لزعيمنا قبطي، هكذا نحن ..
Halaman tidak diketahui