فقالت باسمة: إني أترك لهما الحكم والخيار.
فقال إبراهيم محتجا: عينك يا شيخة أصابتني؛ لذلك نصحني الدكتور بأن أخلع أسناني ..
فلاحت في عينيها نظرة رقيقة، وقالت: لا تجزع، ستذهب بشرها، ولن تشكو ألما بعد ذلك إن شاء الله ..
وهنا خاطبها أحمد قائلا: جارنا الساكن في الدور الثاني يرجو أن يؤجل دفع الأجرة حتى الشهر القادم، قابلني على السلم فرجاني في ذلك. فسألته وهي تنظر إليه مقطبة: وماذا قلت له؟ - وعدته بأن أحدث أبي .. - وهل حدثت أباك؟ - ها أنا أحدثك أنت! - إننا لا نشاركه في شقته فلا يجوز له أن يشاركنا في رزقنا، ولو تساهلنا معه لتبعه ساكن الدور الأول، أنت لا تعرف الناس فلا تتدخل فيما لا يعنيك ..
فنظر أحمد إلى أبيه متسائلا: ما رأيك يا بابا؟
فابتسم إبراهيم شوكت قائلا: في عرضك لا تصدع دماغي، عندك أمك ..
فعاد أحمد إلى أمه قائلا: إذا تساهلنا مع رجل مزنوق فلن نجوع ..
فقالت خديجة بامتعاض: لقد حدثتني زوجه وأجلت لها الدفع فليرتح بالك، ولكني أفهمتها أن أجرة المسكن واجبة كمصروفات الأكل والشرب، أفي ذلك خطأ، إني ألام أحيانا لأني لم أتخذ من جاراتي صديقات، ولكن من يعرف الناس يحمد الله على الوحدة.
فعاد أحمد يتساءل، وهو يغمز بعينه: وهل نحن خير من الناس؟
فعبست خديجة قائلة: نعم، إلا إذا كان لك في نفسك رأي آخر!
Halaman tidak diketahui