Surat Pilihan Daripada Puisi Drama Yunani
صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان
Genre-genre
هذا أيضا أثر من آثار الشعر القصصي بل أثر من حياة اليونان في العصور الأولى، فقد كانوا يعتقدون - ومثل الشعر القصصي ذلك أعظم تمثيل - أن هناك قوة قاهرة لا يأمن بطشها الناس ولا الآلهة أنفسهم، يرسم كل شيء، فيجري كل شيء في الأرض والسماء كما رسمت، وهذه القوة القاهرة هي القضاء.
لم يكن الناس والآلهة، بل لم تكن حركات هذا العالم إلا آلات تنفذ ما رسم هذا القضاء، ولم يكن الناس يعلمون مما قدر شيئا. حاشى أفرادا قد اختصوا بذلك تتفاوت قواهم في العلم به، فكان للناس كهنتهم، وللآلهة عرافوهم، فلما ارتقى العقل اليوناني إبان القرن السادس، وأخذ الفلاسفة يفكرون وينقضون ما أقامت العصور الأولى من بناء ديني فتهاون الجمهور بأمر القضاء كما تهاون بغيره من أمور الدين، ولم يبق لهذه الآثار القديمة ملجأ أمين ولا حصن منيع إلا في نفوس الأرستقراطية. وقد كان من هذه الأرستقراطية أيسكولوس فامتاز بما امتازت به من محافظة على القديم ونفور من الجديد، وأعانته رقة نفسه وقوة عواطفه على أن يغلو في ذلك ويستمسك به ويتخذه لحياته ملاكا ولحياة العالم نظاما.
فإذا أردت أن تدرس قصة من قصصه، فأول ما ينبغي الالتفات إليه هو أثر القضاء في تكوين القصة وتدبير ما يقع فيها من عمل، وما يجري فيها من حركة.
إلى جانب هذه القوة القاهرة أقام أيسكولوس قوة أخرى هي إرادة الآلهة.
لهذه القوة ما شاءت من حياة الناس والعالم على ألا تمانع القضاء، وعلى الناس أن يدينوا لها ويذعنوا لما قضت به. وإلى جانب هاتين القوتين قوة ثالثة ليست قليلة الخطر، هي إرادة الناس وما يبعث نفوسم على العمل من شهوة وهوى.
وليست هناك قصة من قصص أيسكولوس إلا تنحل بطبيعتها إلى نزاع وممانعة بين هذه القوى الثلاث، أو بين اثنتين منهما. تجد ذلك قد صور صورا مختلفة ووصف أوصافا متباينة. ولكنه بعينه لا يتغير ولا يتبدل، وإن تغايرت الصور وتباينت الصفات.
5
يختلف الرواة في عدد ما أنشأ أيسكولوس من القصص التمثيلية فيعد له بعضهم خمسا وسبعين ويرقى بها بعضهم إلى تسعين ويتوسط المحدثون فيبلغون بها نحو الثمانين.
وقد حفظت الآثار التاريخية طائفة غير قليلة من أسماء هذه القصص تربو على سبعين. ومهما يكن من شيء فقد قدمنا أنه فاز ثلاث عشرة مرة؛ أي إن اثنتين وخمسين قصة من آثاره التمثيلية ظفرت برضى الجمهور وإعجابه.
ولم يبق من هذه الآثار على كثرتها إلا سبع قصص كاملة، أصاب نصوصها شيء غير قليل من الفساد، ومقطوعات كثيرة من قصص أخرى قد استأثر بها الفناء، وتدل القصص الباقية وأسماء القصص الضائعة على أن الشاعر قد طلب موضوعات تمثيله إلى الشعر القصصي كما قدمنا واكتفى بما سقط عن مائدة هوميروس فاستقى من الإلياس والأوديسيا والغناء القبرصي، ومن أبناء طيبة وأرجوس، ومن قصص السفينة أرجو، ومن قصص عودة أبطال تروادة إلى أوطانهم، ومما كان يحفظ الشعر القصصي والغنائي من حياة ديونوزوس وأنبائه، واستقى أيضا من شعر أزيودوس في أخبار الآلهة ولم يحاول تمثيل حياة اليونان الحديثة فيما يظهر إلا مرتين: الأولى تمثيله هزيمة الفرس، والثانية تمثيله إقامة مدينة أتنا في صقلية.
Halaman tidak diketahui