298

Suhba Wa Sahaba

الصحبة والصحابة

Genre-genre

Balas

ألا يستطيع المحتج على إبطال (عدالة الصحابة) جملة بمثل هذه الآيات والأحاديث الصحيحة؟ إن حجته لن تكون أضعف من حجة القائل بتعديل كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسلمين! فكلا الحجتين باطلتان، فليس هناك عدالة لكل فرد ولا تهمة لكل فرد، بنصوص الكتاب والسنة ولولا الخصومة بين السنة والشيعة من قديم لكان هذا الأمر من أوضح الأمور؛ لأن الجميع يرجع لآيات كريمة وليس لأحاديث أو آثار أو مغازي يمكن أن تضعف أو يتهم رواتها بالتشيع أو النصب.

فما الحل إذن؟! هل القرآن متناقض فيثني على أناس ثم يجرحهم ويذمهم؟ اللهم لا، ونعوذ بالله أن نضرب القرآن الكريم بعضه ببعض، كما نعوذ بالله أن نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض.

ولكن نقول: آيات الثناء تنزل على من يستحقها من المهاجرين والأنصار، وآيات الذم بين أربعة أمور، إما عتاب لا ذنب فيه إن شاء الله، وإما ذم لبعض من لهم سوابق تشفع لهم كحاطب بن أبي بلتعة مثلا، وإما ذم عام أريد به الخصوص لطائفة منهم، وتعرف هذه الطائفة، إما بسبب نزول أو بمعرفة صفتها في آيات أخرى جاء فيها ذكرهم صريحا، وكانت لهم سوابق، وكانت ذنوبهم درسا لهم ولغيرهم، فرجعوا وتذكروا، أو تكون النصوص نازلة على كثير من المتأخرين في الإسلام، الذين لم يصدر منهم في عهد النبوة ما يطمئن إلى صحة إسلامهم من قوة جهاد وقوة إنفاق.

إذا فالقائل إن الله عدلهم في كتابه، إذا أراد أن الله عدل المهاجرين والأنصار، فقد صدق على أن هذا التعديل للمجموع ولا يعني أن الفرد من المهاجرين أو الأنصار، قد لا يخرج من العموم أو لن يرتكب كبيرة ولن يفعل ذنبا.

Halaman 299