Sufiyya: Asal Usul dan Sejarahnya
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Genre-genre
ولو كان تحدي الحكام إحدى طرق تخليد الذكرى، فإن قليلا من الصوفيين قد اختاروا سلوك هذا الطريق.
إذا كان التمرد أكثر ندرة من التحالف مع الطبقات الحاكمة، فقد كان يوجد مجال كبير لطريق وسط وهو المنافسة.
89
فعلى الرغم من عدم وضوح الأصول الدقيقة لممارسة المنافسة، فإنه بداية من القرن الخامس عشر في المنطقة التي تمتد ما بين الأناضول والهند، نجد الكثير والكثير من الأولياء يوصفون بمصطلحات تخص الملوك؛ فقد أطلق عليهم «شاهات» (أي أباطرة)، وأطلق على أضرحتهم «دارجا» (أي البلاط الملكي)، واعتبرت عمائمهم «تيجانا»، وهذه أوصاف من المحتمل أن تكون قد نشأت بين أتباع «شاه» نعمة الله ولي (المتوفى عام 1431) في شرق إيران. ومع اكتساب مجتمعات الأضرحة الكبرى في فترة العصور الوسطى مزيدا من المكانة، مع مرور الأجيال، أصبحت سلالات الأولياء في كثير من المناطق طبقة «صاحبة نفوذ» أكثر ديمومة وأطول عمرا من سلالات الملوك الأقصر أجلا. وفي الفصل القادم، سوف نرى كيف أنه بعد القرن السادس عشر ظهر هذا الصراع على المكانة في عدة اتجاهات مختلفة، بدءا من إطاحة الصوفيين بالسلاطين حتى يتقلدوا الحكم، وحتى أنواع جديدة من الدول في أوائل العصر الحديث الساعية إلى سيطرة أكثر صرامة للصوفيين على أراضيهم. أما في فترة العصور الوسطى التي نتناولها الآن، فقد كانت الصورة الكلية تمثل صعودا كبيرا للصوفيين، باعتبارهم أولياء يكتسبون من خلاله النفوذ والثروة في بعض الحالات على نحو جعل وصف أتباعهم لهم بالشاهات ليس مبالغة من باب التقوى على الإطلاق.
وراء نظرية ومصطلحات الولاية المعروفتين عبر المناطق الشاسعة، يبدو من المحتمل وجود اختلافات جوهرية في طريقة تصرف الأولياء وذرياتهم ومؤسساتهم في الشرق التركي الفارسي وفي الغرب التركي العربي، خاصة مع بلوغ الأولياء أوج تأثيرهم الاجتماعي والاقتصادي في مناطق الشرق التركي الفارسي، إلا أنه حتى الآن لم يؤلف عمل مقارن حقيقي بين عملية تقديس الأولياء في الشرق والغرب الإسلاميين. وإلى حد ما على الأقل، يعزى جزء من تفسير هذا الاختلاف إلى التأثير الأكبر على مجتمعات الشرق الإسلامي من قبل الجماعات القبلية والبدوية التي كانت تولي أهمية بالغة للأولياء الصوفيين. وظهر ذلك على نحو بالغ الوضوح في تحول قبائل بأكملها إلى الإسلام نتيجة تحالف شيخ القبيلة مع أحد الصوفيين. في هذا الصدد، لا بد أن نضع في اعتبارنا أنه باستثناء شمال أفريقيا فقد كان العالم الإسلامي من الأناضول إلى الهند في معظم فترة العصور الوسطى تحكمه الجماعات القبلية التركية والمغولية. وفي كثير من الحالات، يكون ما نتناوله في حديثنا عن العلاقات بين الولي والقبيلة قصصا عن الولي قدر ما هي أفعال قام بها، وهي روايات سردية من النوع الذي رأيناه بالفعل يؤثر على نحو هائل على التوجهات الشعبية تجاه أضرحة وعائلات الأولياء. أما ما يحظى بأهمية خاصة هنا، فهو روايات التحول إلى الإسلام، التي عن طريقها كون نطاق كامل من الجماعات القبلية عبر آسيا الوسطى وإيران والهند هويتهم العرقية، على أساس قصص تحول أسلافهم المؤسسين إلى الإسلام على يد أحد الصوفيين.
90
وحتى في البيئات الزراعية في مناطق مثل مصر، كان القرويون الذين عاشوا حول أضرحة الأولياء الصوفيين يعتبرون هؤلاء الأولياء أسلافا مؤسسين لقراهم.
91
وبالانتقال من قصص الأولياء إلى أعمالهم، فإن الأدلة الموجودة تشير إلى أن هذه التفاعلات بين الأولياء والقبليين كانت بعيدة كل البعد عن «الروحانية» الصرفة، وفي أحيان كثيرة، كانت تتضمن تفاعلات مادية متمثلة في الزواج والجنس والتوالد، فنجد أن كثيرا من الجماعات القبلية تسرد أصولها العرقية على أساس اعتمادها على ذرية أحد أكابر القبيلة وابنة أحد الأولياء الصوفيين، أو ولي صوفي وابنة أحد أكابر القبيلة، هذا على الرغم من أن هذه العملية ليست مفهومة على نحو كامل، ليس فقط لأن القبائل لا تنتج وثائق مكتوبة إلا بعد استقرارها وتعرضها لتأثيرات حضرية، ورعايتها لآخرين كي يكتبوا تاريخها نيابة عنها؛ لذلك، يعتبر الفرع التيموري من قبيلة جهار أيماق - الموجودة في غرب أفغانستان حاليا - أنفسهم من سليل زواج سيد أمير كلال النقشبندي (المتوفى عام 1370 تقريبا) وابنة الغازي القبلي العظيم تيمور (المتوفى عام 1405)، ويدعم هذا التقليد في هذا الصدد ظهوره في السيرة الفارسية المكتوبة في فترة العصور الوسطى «مقامات أمير كلال».
92
Halaman tidak diketahui