Sufiyya: Asal Usul dan Sejarahnya
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Genre-genre
36
وعلى الرغم من أن الحياة العامة لأبي نجيب كانت أكثر تقلبا من حياة الغزالي، فقد شغل منصبا مهما كان يدرس فيه الفقه في المدرسة النظامية الكبيرة في بغداد، وبعد أن فقد منصبه بسبب خلاف سياسي استمر في تدريس دراسات الفقه والحديث في مدرسة أسسها هو بالقرب من المسكن الصوفي خاصته في المدينة. كان أبو نجيب شخصية عامة مشهورة في زمنه (فقد كان واعظا مشهورا ورفيقا للخلفاء أيضا)، وبالإضافة إلى كتاباته عن الحديث، فقد اشتهر بسبب نسخته من نوعية كتب آداب المريدين الصوفية التي شهدنا تكونها في الفصل الأول؛ ففي كتابه الذي حمل عنوان «كتاب آداب المريدين»، أظهرت مقدمته لحياة الصوفيين اهتماما قليلا بالصوفية كمعتقد ما ورائي وتجربة تصوفية، وركزت بدلا من ذلك على السلوك الخارجي أو الآداب المفترض أن يتبعها المريدون.
37
وبالنسبة إليه، كان جمع حلقة من المريدين في الأساس وسيلة للتربية على أعراف السلوك الإسلامي التقليدية، وهذا لا يشير إلى تاريخ التصوف قدر ما يشير إلى تاريخ الأخلاق. وبينما سيعتبر المريدون المتأخرون أبا نجيب مؤسس الطريقة السهروردية، فإن تلك الطريقة كانت حقا إلى حد كبير مشروع ورثته (لا سيما ابن أخيه أبو حفص عمر السهروردي المتوفى عام 1234)، الذين استطاعوا الاستفادة من المصادر التي تركها لهم أبو نجيب في صورة حلقة من المؤيدين المؤثرين، وكتاب للآداب، وسمعة ذائعة الصيت بالتقوى. ونظرا لوراثة عمر السهروردي لجزء من الشهرة العامة من عمه، فقد دخل مثله الأوساط السياسية، وأصبح كاتم أسرار مقربا جدا من الخليفة العباسي الناصر (الذي حكم من عام 1180 إلى عام 1225)، ورسوله السياسي الرسمي، واستعان به في تنفيذ مشروعه الخاصة بتربية شباب بغداد الجامح في تنظيمات «فتوة» كانت تشبه كثيرا في طابعها الطرق الصوفية الناشئة نفسها.
38
عندما وجد عمر نفسه محاطا بحلقة كبيرة من الأتباع، ومدعوما بالمعجبين في البلاط الملكي، كتب مثل عمه كتابا عن آداب المريدين، كانت فيه الواجبات والمعتقدات الواجبة على المريدين مذكورة بقدر أكبر بكثير من التفصيل، مقارنة بما كان عليه الحال في الآداب القديمة التي وضعها أبو سعيد والأنصاري منذ قرن ونصف مضيا في خراسان.
39
وكان عمر، وليس عمه أبا نجيب، هو من وضع الأسس التنظيمية والمفاهيمية للطريقة السهروردية؛ من خلال تأسيس شبكة من المساكن، والدفاع عن الصوفيين بصفتهم الورثة الشرعيين الوحيدين للنبي محمد.
40
بالرغم من ذلك، كان التأسيس في بدايته فحسب، واحتاج إلى الجيل التالي من الأتباع، لا سيما نجيب الدين برغش (المتوفى عام 1279)، وبهاء الدين زكريا (المتوفى عام 1262)؛ لنشر الطريقة شرقا إلى إيران وشمال الهند.
Halaman tidak diketahui