Sufiyya: Asal Usul dan Sejarahnya
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Genre-genre
إذا كانت الطريقة والمحطات المتعلقة بها أحد العناصر الأساسية للمنهج الصوفي التي قدمها الخراز، فقد قدم عنصرا آخر، وهو المفهوم الثنائي المتمثل في «الفناء» و«البقاء». وكما هو الحال مع أي معتقد صوفي آخر، فقد كان دعم فكرة موت الأنا قبل الجسم موجودا في حديث للنبي محمد، الذي قيل إنه نصح أصحابه فيه قائلا: «موتوا قبل أن تموتوا.» وإذا كان السير على الطريقة هو المنهج، فإن الإجراء نفسه هو كبت الغرائز الدنيئة والمتدنية للنفس؛ كي لا يبقى في نهاية الرحلة إلا الروح، التي تكون في حالة من القرب من خالقها.
ناقش الخراز خصائص حالة القرب هذه ونوع الأشخاص الذين وصلوا إليها؛ وذلك في رسائله الأكثر تخصصا. وكانت لغة هذه الرسائل أكثر عمقا وغموضا مما يشير إلى ظهور اللغة الاصطلاحية المتخصصة الموجهة لمجتمعات مغلقة من القراء، والتي تتطلب أيضا وجود تعليق شفهي من معلم لتوضيح المعنى. وفي دائرة الخراز على الأقل، يجب ألا نتخيل أن الصوفيين الأوائل كانوا يخاطبون العامة؛ فمثل «إخوان الصفا» المتأثرين بالأفلاطونية الحديثة، والداعين لاستخدام السحر - الذين ظهروا في البصرة بعد ذلك بنصف قرن - كان الصوفيون الأوائل مولعين بما هو غامض ومعقد التفاصيل. إن انتقادهم للزهاد الذين من المؤكد أن تقشفهم الريائي والمريع في بعض الأحيان قد نال تأييد العامة، يشير إلى أن أمثال الخراز والمحاسبي من قبله مثلوا دائرة من النخبة المثقفة المتحضرة المتخصصة على نحو واضح، التي سعت إلى تحقيق المكانة من خلال الإبداع في الكتب بدلا من السيطرة على الأجساد.
في رسائل الخراز، تمثلت رغبته في التصنيف التي رأيناها بالفعل في عمله «كتاب الصدق»، في تقديمه ل «الطبقات» السبع الموجودة بين النخبة الروحانية، التي وصف رموزها بأنهم «أهل الارتباك والحيرة». سعت كل طبقة من هذه الطبقات إلى الله بطريقة مختلفة، بداية من التفكر في «الإشارات» المبهمة من قبل أصحاب الطبقة الدنيا وحتى الأرواح العليا الذين وصلوا إلى درجة من «القرب» من الجوهر الإلهي؛ بحيث أفنوا صفاتهم تماما في صفات الله.
39
وعلى الرغم من كل محاولات الخراز لتجنب إثارة الجدل، من خلال تأييد أهمية الحفاظ الظاهري على الأعراف الاجتماعية الإسلامية، فقد عجز عن تجنب إثارة الجدل في تخفيفه للفرق بين الله والبشر، ولو لنخبة قليلة منهم. وعلى الرغم من توضيحه وجود سبع طبقات نخبوية من البشر، ففي جوانب أخرى، سعى إلى تقليل مكانة الأشخاص الذين قادهم قربهم من الله وانشغالهم به إلى اعتبار أنفسهم «أولياء» له.
40
وفي حين قبل الخراز بالتأكيد مثل بقية المسلمين في وقته وجود مثل هؤلاء الأولياء، فإنه كان حريصا على ألا تتجاوز مكانتهم مكانة الأنبياء. وكان معنى ذلك أنه بصرف النظر عما كشفه الله لأوليائه، فقد كان هذا الكشف أقل في السلطة والمكانة عما كشفه لأنبيائه؛ فحتى ولي الله لا يمكنه أن يأمر أي شخص بانتهاك قاعدة شرعية، أو إنكار ما أوحى الله به إلى الأنبياء. ونظرا لأن الخراز وسع طرق وأعداد الأشخاص المحتمل أن يكون لديهم تواصل مباشر مع الله، فقد كان من ثم في الوقت نفسه يقلل من السلطة التي منحها ذلك التواصل لهؤلاء الأولياء على بقية أفراد المجتمع. (5) التستري البصري (المتوفى عام 896)
بحلول النصف الثاني من القرن التاسع، كانت مسألة العلاقة بين الأنبياء والأولياء (ومن ثم، المسلمين العاديين الذين كانوا يدينون لهم بالولاء) مسألة ملحة بالفعل. وعلى بعد نحو ثلاثمائة وخمسين ميلا جنوب بغداد في مدينة البصرة، كانت هذه المسألة يواجهها أحد معاصري الخراز، وهو سهل بن عبد الله التستري (المتوفى عام 896). ومثل الخراز وكثير من علماء المسلمين الآخرين في هذه الفترة، فقد كان التستري كثير الأسفار في حياته، وعلى الرغم من أنه نشأ في مدينة تستر الإيرانية التي اكتسب منها اسمه، فقد حج إلى مكة، وأقام في العديد من المدن في العراق، ومن المحتمل أن يكون قد زار ربوع مصر أيضا.
41
وعلى الرغم من أن المؤرخين لديهم النصوص التي تركها الرجال من أمثال التستري كأدلة، فإنه من الصعب جدا تقييم مدى تأثير الحوارات والاجتماعات - التي لا بد أن تكون قد حدثت أثناء أسفارهم - على فكرهم . إن المزاعم اللاحقة التي تقول إن التستري تعلم من الشيخ شبه الأسطوري، ذي النون المصري (المتوفى عام 861)، غير مستبعدة في الأساس، بل فقط من الصعب إثباتها. فنحن نعلم الكثير عن تكون الأفكار في البصرة على مدار العقود السابقة على وصول التستري إليها عام 877، عندما كان بالفعل رجلا عجوزا يناهز الستين، حتى لو بدا من المحتمل أن أفكاره كانت ناضجة بالفعل في هذه المرحلة.
Halaman tidak diketahui